د.محمد الأمير : رد على كاتب المقال "هون فى جحيم بين مطرقة القذافي وسندان المعيشة"




السلام عليكم ورحمةالله
اخي كاتب المقال:بعد قرأتي لمقالتك لدي بعض التعليقات على بعض ماأشرت اليه  وليس كل المقال
لعلي ابدأ انتقاديلمقالتك بالتطرق الى النقد الذي كتبته ووجهته لنفسك بالاتي:
 لقد وصفت اهل هون "وليس بالغريب عليالاحرار والشرفاء منهم" بانهم بسطاء قبل التسامح مع من تتعايشون من حولكم منالقبائل الاخرى بكل حب واحترام ثم انتقدت نفسك بان هون يسكنها الالاف منجميع انحاء مدن ليبيا والتي تشير فيها الى انكم غير راضون عن تعايش هذه القبائل فىمدينتكم وانكم تعيشون كلاجئين فى حين تعلمون ان الوحدات السكنية بنيت لاجل عائلاتالقادة والضباط العسكريين وانتقال العمل العسكري الى الجفرة , ومع زوال النظامالبائد يزول الحال الاول ويرجع  كلا الىبلده, ولم تمانعوا هذا الاستيطان فى ذلك الوقت, بالاضافة الى انه كانت ردود بعضالاخوة والاخوات من هون دائماً ترمي كل الاتهامات التي تدل على مساندةالقذافي  ومعارضة الثورة الى جميعالعائلات  "الغير هوانة" تسكن1700 بيت_ولا استطيع ان انفي او اؤكد مالم اراه بعيني او اسمعه باذني_ وفى ذلكتعميم يعني هون بالكامل لم تعادي الثورة حتى وان كانت فى بداياتها  وانا بدوري لا اشكك فى اهل هون الافاضل لان هذاحدث فى كل مدن ليبيا كبيرة كانت او صغيرة.


وصفك لبعض الاهاليبالبوليساريوا ليس منطقي ومدعاة للعنصرية و حيث يسكن هذه المنطقة مجموعة صغيرة منقبيلة الجماعات حيث اغلبهم يسكن فى مدينة هون بعد نزاعات  وخلافات مستمرة حتى هذا اليوم وهذا يناقضاسلوبك التعبيري "التعايش مع باقي القبائل بكل حب واحترام" بالنسبة الىسكان منطقة الحمام فى سوكنة معظمهم من سوكنة وقلة من خارج سوكنة وهذا لا يعني اننحقرهم ونحط من اقدارهم نحن اولا واخيرا شعب مسلم سني يؤمن بالله وبرسله ولاتفرقناالا انتماءاتنا القبلية ولتعلم انك تحصد عنهم ذنوب كثيرة بهذا الوصف وكل من قرأمقالتك وصدق كلامك ستأخذ عنه ذنوبه فهل ادركت التناقض الذي اوقعت نفسك فيه سيديالفاضل وتنشر ذلك فى المنارة ليقرأه العلن الذي يتجاوز عدده ثمانين الف مشترك.

على مدى سنواتعديدة عرفت فيها اهل هون وطباعهم الاصيلة الا انهم كانت لديهم نشوة الفخر باحتواءهون على مؤسسات عالية جعلت منها العاصمة ولعل اهمها ماذكرت اخي الفاضل فى مقالتكمثل جامعة التحدى وفندق الشخصيات الهامة والبارزة "الهاروج" والمؤسساتالتعليمية والعامة التي اعطت هون الريادة على مدن الجفرة كمركز حيث ساهم فى معرفةالكثير بمدينة هون جغرافيا ً بالدرجة الاولى واجتماعياً وعسكرياً ونتيجة ذلك انكمكنتم مستفيدون من ذلك من الناحية التجارية على الاقل فلايجوز القول الان انكم كنتمتعيشون فى جحيم وبين مطرقة القذافي وسندان المعيشة هل تعلم لماذا؟ اولا لم يبدياحد اعتراضه على الوضع وتانياً لمعرفتكم ان هون قد ازدهرت من جميع النواحي لتكونقلب الجفرة المركزي والعاصمة وارتقائها الى اعلى مستوياتها الاقتصادية والتجارية
وايضا عذرا على صراحتىفقد كانت هون كباقي مدن ليبيا جميعها تتغنون للقائد وتبايعون وتقدمونالولاء له.
النقطة الثانيةوالاهم بالنسبة لي اخي الكاتب هي اشارتك فى وصف هون انها تقع "..... سبخةسوكنة" ابدا سوكنة ليست كما وصفت وان كانت فعلاً بعض اراضيها سبخة لا احدينكره ولكن ليس بوصف لمدينة عريقة مثل سوكنة لديها موارد اقتصادية وزراعية ومائيةجمة وللاسف لم يذكر هذا الكلام اي من الاخوة الافاضل الذي مروا على مقالتك ولكناكتب هذا لسببين هو ولائي وانتمائي لبلدي وثانياً لاظهار حقيقة لا اكثر.

لا اعلم ماذا كنتترمي وتقصد بهذه الكلمة والتي لم ارى فيها الاستغراب من بعض اهل هون عندما يتحدثونعن سوكنة ولا يعطوها حقها حيث يشير بعضكم ان لم يكن اغلبكم الى كلمات تثيرالعنصرية لدى اهل سوكنة. ليتسنى للقارئين الذين لا يعلمون سوكنة معرفة هذه الارضالمعطاء, سوكنة هي ذات اراضي شاسعة ومترامية الاطراف وتتنوع من ارض سبخة (كما اشرتاخي الفاضل)  قابلة بل وصالحة للحياة عليهاوللبناء قرونا مديدة وهذا اهم مايميزها الى اراض زراعية خصبة وقد اثبت ذلك فىالدراسات الجغرافية وسبخة هنا هي الارض الصلبة القاسية والتي تغلب عليها بعض عناصربلورية تشبه الملحية نتيجة جفاف المياه المترسبة فى باطن الارض سطحيا وبقائها رطبةداخليا نتيجة المناخ البيئي الجغرافي ( اشعة الشمس العالية ) وتصبح هذه المفارقةبين ارض هون الغير صالحة للزراعة ولا للبناء و وارض سوكنة . و خير دليل ما هو حصللفندق  الهاروج  الذي تصدعت جدرانه و ما حفيى كان اعظم.

 وللعلم ان ارض سوكنة صلبة قاسية تطلب عملالحفريات فيها لتصميم آله تكسير الارض الى احجار فى المانيا ومن ثم تحطيم هذهالاحجار وتحويلها الى مايشبه الرمل او مانسميه بالعامية "الرشاد" بينمالم يستغرق الوقت كثيرا لعمل حفريات فى هون وانشاء الطرق المعبده. اخي الكاتبوالقارئ المساحة الجغرافية لهون ليست بمحل مقارنة مع سوكنة وليست بمقارنة من عدةنواحي لعلي اسرد اهمها الموارد المائية "حيث تتم تغذية هون وودان بالمياه منسوكنة", و اضف الى ذلك  ان الشركاتالاجنبية المتواجده في هون تعتمد و بشكل كامل في مشاريعها على مصادر المياة بمشروع الحمام الزراعي التابع لمدينة سوكنة,و ايضاً الموارد الزراعية حيث تحتل كلا من سوكنة وودان المرتبة الاعلى فى زراعةاشجار النخيل والتي تميز الجفرة عن المدن الشرقية والساحلية والغربية لليبيا وناهيك عن الموارد الحيوانية فان سوكنة  تعتبر المصدر الاساسي  في تربية المواشي والاغنام والابل مقارنة بهونوكذلك المورد العظيم " المحجر" لسوكنة حيث تزود مدن الجفرة , ويضنف  نوعية الاحجار من افضل انواع  احجار البناء في ليبيا.

اما بالنسبة للوضعالمعيشي والميداني فى هون لا يختلف الوضع كثيراً عن سوكنة حيث تمركز فلول الكتائبفى هون وقسم كبير منها فى سوكنة  وربمااستطاع ثوار هون من تعليق اعلام الاستقلال ولكن لم يتمكن احد من سوكنة وفى محاولةقام بها شباب سوكنة فى اول شهر شعبان تعرض احدهم للقتل واسر صديقه بعد محاولاتتعذيب واهانة تعرضوا لها من قبل مخمورين من الكتائب ثم سجنهم فى ابو سليم واعتقال عددمنهم وتم تهديدهم . الوضع المعيشي ايضا سئ مع عدم وجود ماء او كهرباء اللهم هيمولدات تعمل لبضع سويعات فى اليوم وانعزالهم عن باقي مدن ليبيا حيث لا  تغطية لشبكة الهواتف وغلاء الوقود الفاحش الذي جعل الناس تلزم بيوتها ولا تغادرهاالا لحاجة قصوى. اضف الى ذلك لجوء عائلات من تاورغاء بعدما تم رفض استقبالهم منمدن الجفرة مما يزيد الوضع الانساني فى سوكنة اكثر سوء لحاجة الناس الى الدواءوالطعام والمؤون ,,, لذلك اخي الكاتب لا جود لاي اوجه اختلاف فى الوضع الانسانيوالميداني بين هون وسوكنة.

ولكن الاختلاف فىطريقة تقييم المعنى او كتابته او حتى صياغته يؤثر فى البعض اما سلباً او ايجابا
اخي فى الله نحننتطلع الى ليبيا جديدة بدون مزايدات او صراعات تؤدي الى احقاد وضغينة ونزاعاتقبلية واحترام الجار اولى اهتماماتنا حتى يعم الحب والاحترام كما اشرت بين القبائلاو المدن  والارتقاء الى العمل على بناءمدننا باسس ديموقراطية تكون الاولوية فيها للكفاءات والمتعلمين .

ولعل اخي الكاتبهذه اهم الاسباب التي جعلتني اكتب مقالة انتقادية لما كتبت واشرت من كلمات ربماتعتبرها بسيطة ولكنها تحمل فى طياتها معاني تثير للنزعة القبلية والعنصرية  وتجعل القارئ يكون تصورا جميلا عن هون ولكنهبالسئ لسوكنة عندما لا تعطيها حقها بصفة ولو صغيرة حيث قرأت عدة ردود ومقالات فيهااشارة واضحة او مبطنة يتم فيها مهاجمة سوكنة ,لماذا كل هذا ؟ وكأنكم  ترمون بأعباء 42 سنة على هذه البلدة فى حين انكل مدن ليبيا عانت الظلم والقهر وكل المدن كانت تسعى للحصول على رضا القذافيواعوانه المرموقين.

ارجو ان تتقبل نقديبصدر رحب وبروح عالية فهنالك مايزال الكثير فى جعبتي حيث اثرت ان اركز على هذهالنقاط التي شعرت فيها بنوع من  هضم للحقوقوكلي ثقة بان الكثير من احرار وحرائر سوكنة قد مروا على مقالتك بدون تعليق حتى لايتم اهانة اصدقائهم ومعارفهم من هون

وبارك الله لكمتفهمكم ووعيكم ونترقب ان نقرأ مقالات اكثر فعالية وموضوعية

 

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews