سرية غزة الليبية


سرية غزة الليبية
د. إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com     
16/09/2011
مع قرب انسدال الستار نهائياً عن حقبة سوداء من تاريخ ليبيا، ومع بدء الهجوم الأخير على المعاقل الأخيرة لسفاح ليبيا، حملت لنا الأخبار أن سرية باسم "سرية غزة" كانت هي أول الداخلين والمقتحمين لمدينة سرت ليبيا، مسقط رأس القذافي، وآخر تمركز حقيقي لكتائبه ومرتزقته، في ذكرى إعدام شيخ المجاهدين عمر المختار، الذي كان من رفاقه المقربين وأحد قادة قواته الأربعة فلسطيني اسمه عثمان الشامي.



ليست مصادفة أن تكون السرية باسم غزة، كما لم تكن مصادفة أن يتحدث الثوار مرة بعد مرة عن فلسطين، وليست مصادفة أن يقف الشيخ ونيس المبروك ليهدي انتصارات الثورة للشيخين أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وليست مصادفة أن يكون من أزائل من اقتحموا حصن باب العزيزية يلفون حول أعناقهم شال فلسطيني يحمل علم فلسطين، وليست زلة لسان أن تقف فتاة ليبيا لتقول اليوم بنغازي وغداً القدس والأقصى، كلها حقائق شاهدناها وتابعناها على الهواء مباشرة، ليؤكدها اليوم مراسل الجزيرة الغزي الفلسطيني تامر المسحال وهو يسأل الثوار لماذا "سرية غزة" ليأتيه الجواب "لأننا لاننسي قضية فلسطين وتحرير ليبيا هي الخطوة الاولي لتحرير فلسطين".
هذا هو الشعب الليبي الذي عشنا معه وعرفناه وعهدناه، شعب مؤمن بربه، ملتزم بقضايا أمته، رغم كل محاولات التشويه والتزوير للتاريخ والحقائق.
إن شعباً ينطلق بلا اله إلا الله، ويتحرك بالله أكبر، ويختار ساعة الصفر لتحرير عاصمته يوم الفتح الأكبر فتح مكة، وتكون شارة الانطلاق تكبيرات العيد من مآذن المساجد، ويحسم أمره في العشر الأواخر من رمضان، وآخر ما ينطق به جرحاه قبل أن يسلموا الروح شهادة التوحيد، شعب خمس سكانه من حفظة القرآن الكريم، شعب كهذا لا نخشى منه ولا نخاف منه انحرافاً أو اعوجاجاً.
أما من اغتاظوا من انتصار الشعب الليبي، ومن يجترون عبارة ثوار الناتو، ومن يحاولون ليل نهار بث أكاذيبهم وتفاهاتهم من قبيل أن القاعدة في شرق ليبيا، وبأن من اقتحم باب العزيزية قوات خاصة من قطر والامارات، هؤلاء الذين كٌشفت أكاذيبهم ومواقفهم الحقيقية، فلجأوا للتأليف والتدليس، لهؤلاء نقول، موتوا بغيظكم، أبطال ليبيا أسقطوا الطاغية، وأفشلوا مخططات التقسيم، وأنهوا عهد العبث الثوري تحت مسميات العروبة والقومية.
ثورة الشعب الليبي تقترب من النصر النهائي، بعكس الثورات الأخرى التي ما زالت محاولات سرقتها مستمرة، وما زالت بقايا وفلول أنظمتها تتحكم في القرار السياسي عبر مسميات مختلفة.
هنيئاً مرة ثانية وعاشرة للشعب الليبي هذه الملاحم التي سطرها، وهذه الدروس لضعاف النفوس.

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews