« نجيب الحسني ».. النهضة حركة وطنية


« نجيب الحسني ».. النهضة حركة وطنية


حاوره الطاهر العبيدي
taharlabidi@free.fr

إذا قلنا « نجيب الحسني » فسوف لن نتوه عن تاريخه النضالي طيلة سنوات الجمر، التي لونتها محنة السجون والاعتقالات والمراقبة الإدارية، وأنواع القهر والتدمير إبان عهد زين العابدين بن الذي تهاوى نظامه نحو نفايات التاريخ. فهو المحامي والحقوقي والناشط السياسي المستقل، الذي تخندق للدفاع عن قضايا العدل والحرية، فكانت الضريبة أن دفع ثلاث سنوات ونصف سجن، لم تغيّر من قناعته وإرادته على مواصلة الطريق مع كل شرفاء الوطن، نحو المساهمة والمشاركة في تقويض جدران الاستبداد. ارتبط اسمه كأحد الأعضاء المؤسسين للجنة الدفاع عن المساجين السياسيين أمام المحاكم العسكرية والاستثنائية، إلى جانب الاضطلاع بمهمة الناطق الرسمي السابق للمجلس الوطني للحريات بتونس. وقد أسندت له العديد من الجوائز العالمية الحقوقية المعتبرة. حاولنا في هذه المقابلة أن نتعرّف على بعض ملامح وحيثيات ترشحه لرئاسة القائمة الانتخابية لجهة « الكاف » المشاركة في استحقاقات المجلس التأسيسي التونسي، عبر هذا الحوار الخاطف والسريع.      


« نجيب الحسني » رئيس قائمة الأمل المستقلة، المرشحة لخوض انتخابات المجلس التأسيسي لجهة الكاف، فأيّ أمل تحمله هذه القائمة للمواطن التونسي، الذي بدأ يفقد الأمل في هذه الثورة، التي لم تحقق له الطموحات المرجوّة؟

الأمل في أن تصبح السيادة للشعب الذي قدّم الشهداء تلو الشهداء من أجل برلمان تونسي يحدّد  نظام حكمه،  نظاما لا يعلو فيه سوى القانون. وإن إفراز العملية الانتخابية لمجلس تأسيسي ممثل حقيقة  للشعب سيكون أوّل لبنة في بناء دولة حديثة تكون مثالا يحتذى.

ما هي ملامح برنامجكم الانتخابي الذي على أساسه تطمحون إلى الفوز بمقاعد في المجلس التأسيسي الذي سيولد يوم 23 أكتوبر (تشرين) 2011؟

الدعوة للتجند من أجل الحفاظ على الأمن وإنجاح العملية الانتخابية وإجرائها بنزاهة.
 الدعوة لانتخاب الأكفّاء والنزهاء. 
العمل معهم من أجل فرض كلمة المجلس وصلاحيته الكاملة في اختيار رئيس  للجمهورية وحكومة مؤقتين بناءا على وفاق وطني. ويكونا تحت رقابة المجلس إلى حين إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية طبق الدستور الجديد. 
الإعداد لدستور يكون أساس جمهورية  جوهر نظامها علوية القانون وقدسية الحقوق والحريات العامة والخاصة، وتفريق السلط  وإرساء دعائم سلطة قضائية قوية و مستقلة، كتحديد كيفية انتخاب مجلس نيابي ممثل لإرادة الشعب ومصرّفا لشؤونه ورقيب على سلطة تنفيذية  مقيّدة الصلاحيات، وضمان  حكم رشيد يحفظ المصلحة العامة ضمن مؤسسات رقابية فاعلة لكل سلطة بدءا بأعلاها إلى أدناها كل ذلك ضمن فضاء إعلامي حر، وللمجلس حق عرض مسودّة الدستور على الشعب لاستفتائه عند الاقتضاء. 

لو فرضنا فازت قائمتكم فأيّ القضايا المستعجلة في نظركم التي تستدعي منكم الاهتمام والانتباه قبل غيرها؟

الأمن أولا، وصلاحية المجلس الكاملة ثانيا والوفاق الوطني في شأن تعيين رئيس الجمهورية والحكومة  ثالثا.

ما هي التحدّيات التي تواجهونها، ومدى قدرتكم على المنازلة في وجه بعض المنافسين المسنودين بالمال السياسي والرصيد البشري، وفي ظل انعدام إمكانياتكم المادية؟  

سنفوز على كل الانتهازيين لأننا نملك  ثروة لا تحصى،  إخلاصنا ومحبتنا للكاف، ومحبة الكاف لأبنائه.

بوصفكم محامي وحقوقي وناشط سياسي مستقل التحم بقضايا وهموم الناس، ودافع عن العديد من التيارات السياسية على اختلاف مشاربها، فما هي برأيكم المسافة الفاصلة بين الاستقلالية والانتماء الحزبيـ والارتباط الإيديولوجي، وأهم نقاط التباعد والتقارب؟

حب البشر لا يسعه انتماء ولا ارتباط. والحزب والايدولوجيا عظمتهما في خدمة الإنسان .

ما هي حدود علاقتكم بحركة النهضة، خصوصا إذ ما عرفنا أنك تجندت لسنوات للدفاع عن قيادات وقواعد هذا الفصيل السياسي  إبان مرحلة السجن والاعتقالات العشوائية، وما حقيقة الخبر الذي يقول أنهم عرضوا عليك الترشح تحت غطائهم، فاعتذرت مفضلا الاستقلالية ؟

حركة النهضة هي حركة وطنية، ونحن أعرف بتضحيات أبنائها الذين أكنّ لهم كامل المحبة والتقدير.  وفي كل الانتخابات تحدث مشاورات وتحالفات عند الاقتضاء. وفي اعتقادي واجب على كل الوطنيين في هاته المحطة التاريخية التعاون حتى تصير السلطة للشعب.

قائمتكم المستقلة تتنافس ضمن العديد من الأحزاب، من بينها قائمة حركة النهضة، التي يرأسها الطبيب
« عبد اللطيف المكي » أحد القيادات التاريخية والذي أمضى عشر سنوات في السجن، فهل يشكل هذا هاجسا لديكم أم انتم من تشكلون صداعا للطرف المذكور ومنافسا من الوزن الثقيل؟

هنالك ستة مقاعد عن « الكاف ». وأرجو أن يفوز بجميعها  وطنيوا هاته الجهة  لكي يكون صوت
« الكاف » صوتا عاليا بعلوّ جبالها الشامخة. وأعتقد أن السيد المكي من أخيرهم.
  
« نجيب الحسني » تحصّل على عدة جوائز حقوقية معتبرة، نذكر منها على سبيل المثال: الدكتوراه الفخرية من جامعة ديكي انسون بأمريكا- جائزة بارترون تراريو لحقوق الإنسان - جائزة عمادة المحامين بمدينة (قرونوبل) الفرنسية، التي تسند لأكبر شخصية حقوقية، فهل تستند في ترشيحك هذا على رصيدك الحقوقي وسنوات النضال أم للتعاطف الشعبي أم لشيء آخر؟    

 لست مترشحا لمنصب بل متقدم لمسؤولية ثقيلة وتاريخية، متى حمّلني إياها أبناء الكاف.

هل لديك أقوال أخرى قبل رفع الحوار ووضعه تحت الأنوار؟    

 أمنيتي أن نؤسّس لأبنائنا دولة تقدّس الحرية وتصون الحق وتحقق العدل، وتجلّ العلم وتكرم  العمل. رئيسها أول من يسأل عن خطئه.  تقطع مع السلط الوحشية التي بلغت حد قصف شعوبها بالطيران الحربي.   

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews