مصطفى الرعيض : عودة عبيد الاستعباد


 لم نكد ننتهي من فتنة أصحابالدعاية للسلطان وولي الأمر الطاغية وعدم الخروج عليه، ووجوب طاعته، وإن جلد ظهركوسلب مالك وأتخذك عبداً حتى  خرجت عليناطائفة من  العبيد بفتنة تحريم تكوينالأحزاب، والعمل الحزبي السياسي، وتوزيع مناشير في المساجد وظهور خطباء يحرمون ذلكواعتباره مخالف للإسلام ومدعاة للفرقة والاختلاف، وذلك بحسب ما ذكر البيان الصادرعن تجمع ليبيا الديمقراطية-ت ل د -.الذي نبه لهذه الحملة القائمة ضد الأحزابالسياسية.


المصيبة ليس في الجهل وحده بلفي اتخاذ هذه الحملة ديناً وتقرباً إلى الله، ومنهجاً سلمياً  نكون به أقرب لما كان عليه السلف الصالح، ونحققبه منهج الله ورسوله.
 هذه الحملة ودعاتها ما هي إلا  تأكيد لمقولة ترسخت في أذهانهم وتشربتها قلوبهمفي أن " الحزبية اجهاض للديمقراطية" وليست حملة توعية ولا دينا وعقيدة.

هؤلاء المساكين بحاجة لمن يأخذبأيديهم ويخرجهم من عزلتهم التى وضعوا أنفسهم فيها، ويسافر بهم ليحتكوا ويقابلوانظرائهم من السلفيين في الكويت، بل في مصر بعد الثورة  ليعرفوا كيف ينزلون النصوص على الواقع، وليعشواعصرهم ليفيدوا دينهم وأوطانهم.
هذا إذا كانوا صادقين وليسواأبواق وبيادق لغيرهم،  وإلا كيف يخدمالدين، وتحرس الأخلاق وتنشر العقيدة إلا باتخاذ الاسباب والوسائل والتعاونعلى  البر وتجميع الجهود، وتحقيق الأهدافإلا بالعمل الجماعي والتحزب الذي يصنع الكوادر، ويظهر الطاقات، وينظم العمل بقيادةوتنظيم وصف وتعاون.
اللهم إلا إذا كانوا يريدونتحقيق مبادئهم بالاجتهاد الفردي
في حين يسعى السياسيون لتنظيمأنفسهم، وتكوين أحزابهم، والدعاية لافكارهم ومبادئهم وخدمة وطنهم بمشاريعهم،وتجميع الأنصار حولهم، والحصول على تراخيص قانونية وشرعية بذلك يطل علينا هؤلاءلنقبع في المساجد،  ونلتزم البيوت وندعالحياة يصنعها غيرناـ ونبدع ونفسق من يريد اصلاح المجتمع، وتجميع أصار لفكرتهومشروعه ونعتبره فاسقاً هذا إذا سلم من تهمة الردة.
 لاشك في أن للحزبية امراض لكن ليس سببها الفكرةالجميلة في التنظيم واتقان العمل، انما سببها الانسان وانحرافه وهذا لا يستدعيتحريم الوسائل  التنظيمية الحديثة التيصنعت القادة، وهذبت الانسان ونظمت طريقته في التفكير والعمل.
فرفقاً بانفسكم كي لا يفوتكمالقطار، وعندها سيصل الحزبي  ليصبح وليأمركم الجديد الذي ربما تدعون له من فوق المنابر وإن جلد ظهركم، وسلب مالكم.
أما السائب فلن يجد له أعواناً.
والسلام.
 مصطفى الرعيض


No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews