مترجم : ليبيا لن تكون سوقا مضمونة...والأولوية لفرنسا وبريطانيا


خاص - خدمة المرصد الليبي للاعلام
هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)
نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي"تصريحات ممثل المجلس الوطني الانتقالي في المملكة المتحدة جمعة القماطي الذي أكدأن إعادة الإعمار في ليبيا ستتطلب صرف مليارات الدولارات خلال العقد القادم، مشيرةإلى أن الشركات البريطانية لا يجب أن تتوقع الحصول على عقود إعادة الإعمار بسهولة.
وكان القماطي قد صرح في ندوة حول مستقبل ليبيا أمام رجالأعمال بريطانيين أن ليبيا ستعرف تغييرات كبيرة في القطاع النفطي والتعليم مع بعث قطاعاتصناعية جديدة، مضيفا أن هذا البلد ليس سوقا مضمونة. 
وقبل شهر من الآن، صرح مدير شركة الخليج العربية للنفطأن الشركات الغربية – خاصة الفرنسية والبريطانية – ستكون لها أولوية مقارنة ببلدانأخرى مثل الصين وروسيا عندما يتم إسناد عقود جديدة.

تنويع الاقتصاد
ولكن القماطي أشار إلى انه لن يتم إسناد العقود على قاعدةالحظوة السياسية ولكن على قاعدة الجدارة والجودة والتنافسية.
 وقال المجلسالثقافي البريطاني للأعمال، الذي يمثل الشركات البريطانية العاملة في ليبيا، أن موقفهليس مخيبا للآمال، حيث أبرز المدير العام للمجلس روبن لامب، أن "التسيير الاقتصاديالمستقبلي للبلاد يجب أن يكون شفافا وحرا وخاليا من الفساد وهو شيء جيد لكل المستثمرينالأجانب وهي مكافأة نبحث عنها".
من جهته أوضح القماطي أن إعادة البناء في مرحلة ما بعدالحرب يجب أن تبدأ بإصلاح المنازل والمكاتب الإدارية في المدن التي تعرضت إلى أضراركبيرة على غرار مصراتة. وسيتم تمويل ذلك من الأموال الليبية المجمدة في الخارج التيتبلغ قيمتها 170 مليار دولار بعد أن يرفع عنها التجميد.
وأضاف المسؤول الليبي أن صادرات النفط الليبي ستسترجععافيتها لتصل إلى 1,3 مليون برميل في اليوم خلال ستة أشهر، وهو ما سيضيف حوالي 40 ملياردولار إلى الخمسين مليار دولار سنويا للدخل القومي. وتسعى الحكومة إلى تنويع الاقتصادحتى لا يعتمد كليا على النفط والغاز وذلك عبر مشاريع الطاقة البديلة والسياحة وبعثنشاطات صناعية صغيرة.
معضلة الأمن
وبين القماطي أن تسعة آلاف من الليبيين يعملون لدى الحكومةوليس لديهم أي دافع لتنمية قدرات جديدة لأن لهم وظائف قارة طوال الحياة، قائلا : "أنهميحتاجون إلى دافع جديد للعمل وهذا دور الشركات الخاصة"، وأشار إلى أنه لا يجبعلى الشركات البريطانية أن تتوقع الفوز بمشاريع خلال زيارتها الأولى.
ولكن المعضلة الوحيدة التي تواجهها الشركات هي ما إذاكانت ليبيا آمنة لإرسال موظفيها هناك. وهناك عديد الشركات التي تسعى إلى إيجاد فرصأعمال وتقوم بتقييم المخاطر للشركات الأجنبية. وأحد هذه الشركات هي "انكرمان"المتواجدة في اشفورد (كانت)، حيث قال الرئيس التنفيذي للشركة جيرالد مور الذي عاد مؤخرامن جولة في ليبيا إن بنغازي وطرابلس آمنتان.
وأضاف أن الطريق المؤدية إليهما آمنة ولكن تجاوزهما قديعرض الأشخاص إلى السرقة من قبل العصابات المسلحة في الصحراء. "تقريبا كل الناسمسلحون وهو ما يمثل خطرا. ولكن ما أنصح به أنه لا يجب الشعور بالخوف وأن يتوجه المهتمونإلى ليبيا لأن الليبيين يرغبون في استقبالكم هناك". وأوصى بأنه تم العمل مع فريقليبي لاستكشاف فرص الأعمال ولتجاوز الصعوبات في مرحلة ما بعد الحرب.
حسن النوايا
وأشار مور إلى أن الفرق الكبير بين النوايا في ليبياوما حدث في العراق أين تم تخريب جهود إعادة الأعمار، أن تغيير النظام في ليبيا كانمختلفا عن العراق. "هناك الكثير من حسن النوايا تجاه الأجانب".
وقال القماطي إنه رغم عدم تمتع الشركات البريطانية بحظوةفإن رجال الأعمال البريطانيين لا يجب أن يقللوا من تقدير حسن النوايا لليبيين."في ليبيا، لغتنا الثانية هي الانجليزية وليس الفرنسية أو الايطالية. كما أن المملكةالمتحدة هي أول خيار لنا في الخارج للتعليم والأعمال".
واقترح على بريطانيا وليبيا أن يلغيا القيود المفروضةعلى دخول المواطنين من الطرفين. وبين أنه لا داعي للخشية من قدوم الليبيين إلى بريطانيالأن الأغلبية ستعود إلى ليبيا للبحث عن فرص جديدة.
وحذر القماطي رجال الأعمال من جلب قوات خاصة من حراسالأمن معهم. "في العراق وفي أماكن أخرى رأينا هذا الشيء. وفي الإمكان أن ينفرالليبيين من الأجانب المسلحين".
المحرر: جيريمي هاويل مراسل اقتصادي لشبكة الـ"بي بي سي"

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews