كريمة حسين : المجلس الوطني الانتقالي.... والمرحلة الانتقالية ؟؟؟



أسئلة كانت تطرح علي المجلس الوطني الانتقالي حول المرحلةالانتقالية ، هذه التسؤلات كان مصدرها مجموعة الاتصال حول ليبيا التي ُشكلت بعدصدور القرار الاممي رقم 1973 .


 لقد اعلن المجلسالوطني الانتقالي عن رؤيته للمرحلة الانتقالية التي يمكن ان تلخص في الخطواتالواجب اتخاذها للتاسيس لنظام ديمقراطي في دولة مدنية تحترم جقوق الانسان،هذهالرؤية لاتتضمن الا الخطوط العامة لكيفية ادارة هذه المرحلة الا ان هذه الرؤية لاتتضمن اية تفاصيل  والمشكلة تكمن دائما فيالتفاصيل .

ان تحديد بداية المرحلة الانتقالية  بتحرير طرابلس وانهاء نظام القذافي  ربما هو الخطا الاول الذي ارتكبه المجلس الوطنيالانتقالي ، فلايمكن ان يتم تجميد حياة الناس وتجاهل احتياجاتهم  علي اساس ان المرحلة الانتقالية لم تبدا بعد .

 ان تنظيم الاوضاعفي المدن المحررة وضمان علي الاقل الحد الادني من احتياجات الحياة اليومية لهو امرمهم جدا بل هو امر اساسي. لذا فان علي المجلس الوطني الانتقالي ان ينتبه اليمجموعة من الامور الهامة  :


-        ضمان الامن في المدنالمحررة من خلال تنظيم عمل جهاز الشرطة في كل مدينة من خلال المجالس المحلية التيتعمل تحت اشراف وادارة المجلس الوطني ، مما يمكن من توفير الاحساس بالامن لسكانهذه المدن وتاكيد سيادة القانون واحترام القرارات الصادرة من المجلس الوطنيالانتقالي .


-        اتخاذ ما يلزم من قراراتبالزام كل موظف عام بمباشرة عمله وتاخير صرف الرواتب بسبب الظروف المالية التي يمربها المجلس لايمكن ان تكون حجة لاي كان للامتناع عن القيام بمهام عمله ، اذ انالتاخير في صرف الرواتب لايعني عدم صرفها وذلك من اجل ضمان عودة الحياة بشكل طبيعي(قدر الامكان) في المدن المحررة. للتذكير : لقد عرف الليبين تاخير في صرف الرواتبفي ظل نظام القذافي  وصل الي ستة اشهر دونان تكون ليبيا في حالة حرب ودون ان تكون هناك أي مشكلة سيولة .


-        الحزم في اتخاذ القرارتالمتعلقة بالمسائل العسكرية : من المفترض ان كل المقاتلين في الجبهة هم مقاتلينتحت لواء الجيش الوطني ، وهذا يعني كتائب وسرايا منظمة وفقا للانظمة العسكرية أيان افراد هذه السرايا يجب ان يكونوا مقيدين رسميا وملتزمين بالعمل تحت قيادة قادةالجيش الوطني وملتزمين بالخضوع لقرارت المجلس الوطني الانتقالي ، الامر الذي يمنعويجرم حمل السلاح من قبل الافراد الغير منطوين تحت لواء الجيش الوطني الانتقالي.


-        العمل علي جمع السلاحالذي انتشر في المدن المحررة والاستعانة بالمشايخ والزعامات القبلية والجهوية لاجلجمع السلاح .


-        الابتعاد عن استعمالالولاء القبلي ، والتعاطي مع القضايا من هذا المنظور فيجب ان ينسب الفرد اليعائلته والي مدينته وليس الي القبيلة وذلك لمنع المولاين لنظام العقيد القذافي مناستغلال انتمائهم الي قبائل معينة للادعاء بدعم هذه القبائل للقذافي وللحيلولة دونزرع الفتنة. ان هذه المسالة في غاية الخطورة فعلي الرغم من الثوار الليبين ممثلينفي المجلس الوطني الانتقالي اعلنوا انهم ضد فكرة القبلية وان الولاء للوطن وليسللقبيلة وان القبيلة هي عبارة عن مكون اجتماعي وليس مكون سياسي الا ان الممارساتالتالية للمجلس وللثوار لاتتفق مع هذا الاعلان ويمكننا ان نشير علي سبيل المثالالي ما حدث بعد اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس ، هذا الاغتيال الذي فجع كل ليبي حرربما اكثر مما فجع عائلة الفقيد ، نري ان المجلس الوطني يركز علي موقف قبيلةالعبيدات وكانه يؤكد علي ان اللواء الشهيد هو فقيد قبيلة العبيدات وليس فقيد ليبياوان الاقتصاص من المجرمين هو مطلب للقبيلة التي ينتمي لها الفقيد ....  لا يا سادة ان كشف الحقيقة والاقتصاص من القتليهو مطلبنا جمعيا نحن اباء ليبيا الحرة .



-        اعادة النظر في الاليةالتي يعمل بها المجلس الوطني الانتقالي ومكتبه التنفيدي من اجل ضبط الاوضاع وتحديدالاختصاصات الامر الذي يؤدي الي منع التضارب في التصريحات والقرارات مما اعطيالانطباع في كثير من الاحيان بان هناك حالة من عدم الاتفاق داخل المجلس وداخلمكتبه التنفيدي.


علينا ان نعي جيدا ان تركالاوضاع في حالة مراوحة لهو الخطا القاتل الذي سيؤدي الي ادخال البلاد في حالةفوضي قد يصبح من غير الممكن معالجتها بعد تحرير طرابلس ، فإنتشار السلاح دون أيضابط وانفلات الامن في بلاد مترامية الاطراف كليبيا سيجعل منها عبارة عن مجموعاتمتقاتلة يحصل فيها كل فرد علي ما يريد بقوة السلاح وليس بقوة القانون مما يقضي عليكل امل في تاسيس تلك الدولة التي نحلم بها جميعا.


 إن ضبط الاوضاع في كل مدينة يتم تحريرها وضماناستقرار الامن فيها ومكافحة ضاهرة انتشار السلاح هو الخطوة الاولي في المرحلةالانتقالية التي بدات مع تاسيس المجلس الوطني الانتقالي ، وعلينا ان نضع نصب أعينناان الاستقرار يعني ضمان الامن هو الخطوة الاولي والاهم والاصعب في تحقيق الدولةالمدنية. لابد ان اشير اخيرا الي ان المخاوف من انشقاق الصف اذا ما سعي المجلسالي تطبيق اجراءات تتعلق بسحب السلاح من المجموعات الغير متواجدة في الجبهة  لا موجب لها فيمكن ان تعمل الشرطة تحت اشرافقضائي لتقييد ومراقبة عمليات القبض والحبس الاحتياطي لاجل ضمان احترام حقوقالانسان .



كريمة حسين


هشام الشلوي : مؤسسات المجتمع المدني فيض، أم تفاعل؟


مؤسسات المجتمع المدني فيض، أم تفاعل؟

تقرير- خاص صحيفة المنارة – هشام الشلوي

ترتكز المساءلة على توافر المعرفة والمعلومات والشفافية في نمط إدارة الحكم، وتتم على مستويين؛ الأول، مساءلة داخلية تقوم بها الحكومة بغية حماية المصالح العامة بإرساء أنظمة وحوافز متعددة تحكم سلوك المؤسسات المختلفة ضمن الحكومة، كفصل السلطات وإنشاء أجهزة رقابة مستقلة. الثاني؛ مساءلة خارجية تتم حين يقوم الشعب عبر مؤسساته المجتمعية المدنية بمساءلة الحكومة من حيث كيفية استعمالها لسلطتها ولموارد الشعب، والتي تستلزم شفافية الوصول للمعلومات، والقدرة على الاختيار بين كيانات سياسية واقتصادية بديلة على أساس حسن أو سوء أدائها.

على هذا الأساس وغيره ظهرت عديد المؤسسات المجتمعية المدنية بعيد اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير/ شباط، مسرعة في تلبية أيضا عديد احتياجات المجتمع في المدن المحررة وغير المحررة الليبية، تمثلت في جوانب إغاثية، وسياسية، وثقافية، وتعبوية، كما امتازت تلك المؤسسات الأهلية المدنية بزخم منتسبيها من كلا الجنسين، وبأعمار مختلفة.

العلاقي،لا قيد أو شرط إلا النظام العام والآداب والدين.

رأى محمد العلاقي مسؤول ملف العدل في المكتب التنفيذي الانتقالي في تصريح خاص بصحيفة المنارة، أن هذه المؤسسات خرجت من قوقعة كانت محصورة فيها بسبب تضيق نظام العقيد القذافي غير الشرعي.
وأضاف، أن هذه المؤسسات يجب أن لا تخضع لأي قيد أو شرط إلا النظام العام والآداب والدين، وأنه على المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي أن يكونا صدا هذه المكونات المؤسسية، لا بمعنى الترديد، لكن بمعنى اخذ صوتها بعين الاعتبار، كونها أقرب للحقيقة، لأنها الأقرب للشارع الليبي وعلاقتها المباشرة بالجمهور.
وقال أنها يجب أن تمارس دور الرقيب على أعمال المجلس والمكتب التنفيذي، لأنهما شريكان أصليين في إدارة العملية السياسية برمتها الآن.

الزروق، المجلس الوطني والمكتب التنفيذي لم يتفاعلا التفاعل المطلوب.

بينما قال محمد الزروق أستاذ اللغة العربية بجامعة بنغازي، أن هذه المؤسسات نشأت في ظروف غير طبيعية، كالحرب الجارية، وظروف المعيشة من تأخر في المرتبات ونقص حاد في معظم الخدمات، إلا أنها أبدت قدرة كبيرة على النهوض والقيام بدور جاد، وعملها حتى الآن مقبول قياسا بالخبرة المتوفرة، وإن كثرتها على الساحة وتنوعها طبيعي وصحي ويبشر بالخير، لظروف نشأتها في عهد جديد من الحريات، ورغبة الجميع في أن ينضوي تحت مؤسسة مدنية أهلية.
في حين انتقد الزروق أداء المجلس الوطني والمكتب التنفيذي، كونهما لم يتفاعلا التفاعل المطلوب مع تلك المؤسسات حتى الآن، رغم قبولهما عقد اجتماعات عديدة مع هذه المؤسسات، ورفع بعض الجمعيات لعرائض مبينة على وجهات نظر متعددة في أدائهما.
واقترح الزروق أن يعمل كل من المجلس الوطني ومكتبه التنفيذي على عقد اجتماعات دورية، شهرية أو أسبوعية، مع عدد من أعضاءهما لمناقشة كل القضايا الحيوية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية بشفافية، والخروج بنتائج إيجابية تساعدهما على بناء رؤى نابعة من تيار شعبي عريض، ولمعرفة فيما يفكر الشارع الليبي، بعيدا عن العزلة بين مكونات المجتمع وسلطاته.
 وعلق الزروق على مسألة تمويل هذه المؤسسات ومصادرها المالية، بأن الظروف في الوقت الراهن استثنائية، ويجب في المرحلة القادمة وضع حزمة من القوانين لتنظيم عمل هذه المؤسسات وطريقة تمويلها لنشاطاتها المختلفة، والإفصاح عنها بشفافية، وعدم تربح أي من منتسبيها ماليا نتيجة ممارسة نشاط ما أو عضويته بمؤسساتها.

الموجود الآن محاكاة وتقليد.

إلا أن بعض المراقبين عاب على هذه المؤسسات المدنية حديثة التكوين تقليدها ومحاكاتها لمؤسسات مدنية غربية، دون وعي بدوها الرقابي والتنويري في مجتمع خرج أصلا من وسط حطام قيود سابقة على ثورة السابع عشر من فبراير/ شباط.
وأضافوا، أنها رغم خروجها لحيز الوجود بالكثرة والتنوع المشهودين، إلا أن التعويل ليس على عددها وتنوع نشاطاتها، بل على أداءها الحقيقي في لعب دور الشريك على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مقاسا بمؤشرات حجم الإنفاق في القطاع الأهلي، والقيمة الاقتصادية والاجتماعية للخدمات التي تقدمها، وعدد المستفيدين منها، والاهتمام بممارسة التنشئة الاجتماعية والسياسية، والتدريب على المواطنة الصالحة، بتوسيع نطاق المشاركة.

بين العدد والضغط.

في حين أشار متابعون في أوروبا لنشاطات مؤسسات مدنية، أن ظاهرة كثرة هذه المؤسسات موجودة حتى بكثير من الديمقراطيات الغربية، فتنشأ مؤسسات وبأهداف مختلفة، لتختفي أخرى لم تستطع بناء قدرة تنافسية. وقاسوا ذلك بما حدث في ليبيا ما بعد الثورة.

وراهنوا على قدرة المؤسسات المجتمعية الحالية بقدرتها على ممارسة الضغط السياسي والمجتمعي على المجلس الوطني ومكتبه التنفيذي من خلال التفاف مجموعات وكتل سياسية على أفكار سياسية لتساعد المجلس الوطني أو تثني عزمه عن أخرى، ضاربين أمثلة بما حدث من حراك لهذه المؤسسات بعد الإعلان عن مؤتمر روما الذي كان مزمعا عقده بالعاصمة الإيطالية روما، منتصف شهر يوليو/ تموز، وما رد به الشارع الليبي على مؤتمر عقدته بعض الشخصيات بمدينة بنغازي حول مناقشة مقترح للفيدرالية بليبيا ما بعد القذافي.

المجتمع المدني في ليبيا وإدارة الأزمة.

في مجتمع ليبي بدا فيه خلق أحزاب سياسية تمارس دور الرقيب والمعارض للسلطة أمرا صعبا، واستحياء معظم النخب الإعلان عن نفسها في شكل حزبي سياسي، متأثرة بميراث رسخه نظام العقيد القذافي، لم يبق إلا وجه واحد لمراقبة المجلس الوطني ومكتبه التنفيذي ، وهو مؤسسات المجتمع المدني، التي ما زالت تتحسس خطاها عبر مضائق، إلا لم تكن وعره، فهي جد طويلة.       

      نشر في العدد السادس من المنارة الورقية
29-7-2011

أنور محمد الشريف : كفوا ألسنتكم عن الصلابي


أصبت بالذهول لكم الهائل من الحملة الإعلامية التي شُنت على الدكتور علي الصلابي لا لشيء إلا لكونه دخل في مفاوضات لأجل إقناع نظام القذافي بضرورة التنحي عن الحكم ومغادرة البلاد في محاولة من الصلابي لحقن دماء بريئة قد تٌزهق كلما طال زمن نظام السفاح.

يا سادة أن نية الصلابي واضحة وجلية وقد دخل في المفاوضات بعد ان تلقى اتصالا من مستشار سيف القذافي محمد إسماعيل يطالبه فيها بالتدخل وهنا كان رده واضحاً فلم يسافر لطرابلس ويفتح قناة حوار معهم لسبب بسيط هو قناعته بان نظام السفاح انتهى وطالبهم بضرورة خروج القذافي وكان هذا هو المبدأ ولا يختلف عليه الثوار بأنه مطلبهم الرئيسي.

وقد يقول البعض الثوار ليس لديهم علم وهنا بكل بساطة لدينا مجلس انتقالي والصلابي قال بان لديهم العلم وهنا يوجد فرق بين اخذ الأذن والعلم بالأمر، فالمجلس لديه علم وليس بالضرورة أن يعلم السيد محمود شمام والسيد فتحي البعجة، فيكفي المستشار مصطفى عبدالجليل الذي لا يحمل أي أجندة وتاريخه ناصع البياض.

والمؤسف أن البعض ينقل كلام علي لسان سيف القذافي وكأن سيف هو الصادق الصدوق بقولهم انه قال لسيف ما معناه أنت شبيه بالفاروق في العدل، استحوا من أنفسكم وكفوا ألسنتكم.

فكان الأجدر بالسيد محمود شمام أن يولي قليلا من الاهتمام المنصب في ليبيا الأحرار لباقي القنوات بدلاً من تسخير هذه القناة لتصريحات شمام، وهنا كنت أتمنى من السيد محمود شمام أن يخصص مساحة للبرامج الدينية في قناة ليبيا الأحرار فهي بهذا النهج اقرب للقنوات العلمانية، فنحن نقود حرب تحرير البلاد من نظام السفاح ونحتاج للتوعية الدينية، فالجفوة الدينية الإعلامية دخلت من خلالها قنوات السفاح وجاءت بشيوخ مأجورين في محاولة لبث الفرقة والفتنة.

ولمن يتهم الدكتور علي الصلابي بأنه قريب من القذافي لا أدري علي ماذا يستند هل لانه دخل في مفاوضات لأجل الإفراج عن مجموعة من سجناء بوسليم، فالصلابي المعارض الوحيد الذي دخل البلاد وقدم لها، وعليكم بسؤال السجناء الذين اُفرج عليهم يوم 15 فبراير عن الحوار الذين كان يدور بين الصلابي والسجناء فقد حكى مجموعة منهم بأنه كان يبكي ويتألم ويبذل جهود مضنية حتى نجح في تلك المهمة، فمن هولاء السجناء من محكوم بالإعدام


الصلابي لـ"قدس برس": اتهام أبو كتف باغتيال يونس جزء من مؤامرة أعداء الثورة الليبية

الدوحة ـ خدمة قدس برس 
حذّر عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محمد الصلابي من خطورة ما أسماه بـ "التجني"، الذي قال بأن بعض المتطرفين العلمانيين يعملون على نهجه في التعاطي مع هوية الشعب الليبي الإسلامية، وأكد أن اتهام فوزي أبو كتف بالوقوف خلف التخطيط لاغتيال قائد أركان جيش التحرير الليبي اللواء عبد الفتاح يونس ورفاقه، يندرج ضمن عملية استهداف التيار الوطني خدمة لأعداء الوطن.

شعر د.علي عبدالمطلب الهوني : من عاش بدراً محال يؤول محاق



شعر علي عبدالمطلب الهوني


قصيدة رثاء للشهيد اللواء عبدالفتاح يونس العبيدي


أيا إبن يونس ... يا إبن يونس
تركت الجحود تركت القنوط وراءك
وجئت إلينا تحقق ذاتك
وكنت الذي قد رجوناه فيك
فخضت المعارك ... لا تبتغي المجد
غير سلاحك .....

أيا إبن يونس سدت وأمرك
في الجند دوما مطاع
تقول جنودك نحن فداؤك
تواضعك مع الحزم فينا
سر نجاحك ....
محبتك لجنودك محبتهم فيك
فكأن صغارك هم جنودك
وكأن جنودك هما صغارك
........
أيا إبن يونس ...
أيا أسد في الحروب
تنير بمشكاة علمك
في العسكرية كل الدروب
بفضل العزيمة زال الشحوب
ليحيا الوطن دائما في القلوب
....
أيا إبن يونس
أ تقتلك بقة من بقاق الخريف !
أ ليثٌ يموت بسم البقاق !
من ملأت رأسها...
ببعض السخافة بعض الخرافة
بعض النفاق ....
لقد قتلتك ... لقد شوهتك
فنعم الشهادة بين الرفاق
فعش عالياً ... ومت عالياً
فمن عاش بدراً ...
محال يؤول محاق
محال يؤول محاق



نصر سعيد عقوب : واجبنا تجاه مقتل اللواء عبدالفتاح يونس


قتل النفس بغير حقّ حرام حرام، لقوله تعالى: « وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ »، وهي من أكبر الكبائر، ومن المـوبقات السبع، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم :« اجتنبوا السّبع الموبقات، قيل : وما هنّ يا رسول اللّه ؟ قال : الشّرك باللّه، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتـّـولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات »، ومنزلتها بعد الكفر باللّه تعالى، توعد الله تعالى فاعلها بالعقاب الشديد، قال تعالى:« وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً »، لأنّه اعتداء على النفس التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق، ولأنه لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمدا رسول اللّه إلاّ بإحدى ثلاث:النّفس بالنّفس، والثّيّب الزّاني، المفارق لدينه التّارك للجماعة،

ولنا في قول رسولنا صلى الله عليه وسلم " لزوال الدّنيا أهون على اللّه من قتل مؤمن بغير حقّ "  تعظيما لعظم جريمة قتل النفس.

 والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الدواعي والأسباب التي أدت إلى قتل اللواء عبدالفتاح يونس؟؟ وهل هي دواعي وأسباب صحيحة أم فاسدة؟؟، وهل هي معتبرة أم لا اعتبار لها؟؟، وهل الجهة التي قامت بذلك الفعل مخولة بهذا الشأن العظيم أم معتدية عليه؟؟، وهل يعتبرون ما قاموا به فعلا حميدا يوجب المدح والثناء؟؟، أم سلوكا غير منضبط، تولد ونشأ من ردة فعل غير مقصودة لذاتها؟؟، وهل ما تم بعد ذلك، من حرق للجثمان كان كذلك، ردة فعل غير مقصودة لذاتها؟؟، وهل قتل صاحبيه معه كان كذلك؟؟، بذات الدافع أم بدوافع أخرى؟؟، وهل وهل؟؟، معرفة كل ذلك لن ولن ندركه، ما لم تفوض لجنة قضائية مختصة، غايتها تبيين الحق لذات الحق.

 وإلى حين ذلك، يجب أن نسأل أنفسنا ونجيب بشفافية ومسئولية، ما هو الـواجب والمفترض علينا تجاه هذه القضية القضائية، أقولها صريحة وبجلاء ووضوح، يجب أن نكف عن التقصي والسؤال، وعن القيل والقال، وأن لا نكلف أنفسنا عناء واستقصاء، لم يكلفنا به ربنا، ولم يوجبه علينا مجلسنا الوطني الموقر، ولنمتنع عن الخوض فيما لا نعلم يقينا، وفيما يقتضي إثباته، حجة وبرهانا ودليلا، وأقول أولئك قوم طهر الله تعالى أيدينا من دمائهم، فيجب أن نطهر ألسنتنا من الخوض فيهم وفي أعراضهم، وأن لا ننشغل عن هدينا ودربنا، وأن لا نحيد ولا نتوقف في سيرنا، لأن الوطن الكليم لازال يئن ويتألم، ويصرخ وينادي كل ليبي حر أبي، ويقول: عرضي يدنس أين شيمتكم؟؟ أين الإباء؟؟ أما فيكم ليبيٌ أبيٌ قلبه خفاقُ، ويقول: أنا يا أحبتي وطن له قلب، إلى الحرية وشرع الهدى تواقٌ ومشتاقُ.

   نصر سعيد عقوب

صالح بن عبدالله السليمان : إشكالية الإعلام يا أخي محمود شمام


بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وأستاذي محمود شمام

اكتب إليك بدالّة المحب وعشم الأخ أن يتسع لي صدرك فلي عليك حق النسب . وحق الأخ الناصح .
أولا :  دعني أهنئك على القفزات الرائعة التي قفزتها قناة ليبيا الأحرار , فرغم قصر عمرها وشراسة المنافسة وقلة الإمكانات , أرى أنها تتطور ويتحسن أدائها يوما بعد يوم , وهذه والله لمفخرة لك ولكل الأخوات والأخوة العاملين فيها . وليس غريبا إن يكبوا الخيل الإصال , ولكن الغريب أن لا ينهض . وأقول لك إنها والله نهضت نهضة جيدة . استقطبت رجال ونساء أكفاء . وقدمت أفكار ممتازة , وحتى اختيار مقدمي البرامج أحس أن له أبعادا كبيرة واختيرت بعناية , قد يراها البعض وقد لا ينبه لها آخرون , ولكنها مؤثرة .

الآن قناة ليبيا الأحرار بدأت تخاطب الداخل الليبي , تتكلم مع المجتمع الليبي بكل شرائحه صغيرة وكبيرة , رجل وامرأة متعلم وجاهل . وهذا يحسب للقناة والقائمين عليها .

ولكن أخي اكتب لك الآن ليس لأنك مدير أو صاحب قناة موفقة رائعة بأذن الله , ولكني اكتب لك كمسئول , أو دعني أقربها للفهم أكثر , حيث ان بعض من يقرأ هذا لا يعلم تركيبة المجلس الانتقالي  , أكلمك كوزير للأعلام في حكومة الثورة ,
كوزير , مهمتك ليست أن تكون إعلاميا , فالناطق باسم المجلس والناطق العسكري هم من يتولى الحديث باسم الحكومة وليس وزير الأعلام . فمهمتك الأولى والأهم والأصعب ’ أن تدير الحملات الإعلامية . مهمتك  التواصل مع الإعلام الخارجي المفقود أو شبه المفقود الآن .مهمتك أن تتواصل خلف الكاميرا لا أمامها , وخلف المحرر وليس  معه.
انتقلت أخبار ليبيا على عظمها وفداحتها وخطورتها إلى الصفحات الثانية والثالثة ولم تصبح الخبر الأول في النشرة بل تعدتها إلى الخبر الرابع وبعضها الأخير , حتى أن بعض المحطات ك "السي أن ان" و "فوكس" وحتى الجزيرة بعض الأحيان لا تأتي على ذكر الثورة الليبية غلا لماما أو لا شيء,
انتقل الحديث من ثورة شعبية إلى حرب أهلية . انتقل الحديث عن معاناة شعب مع طاغية إلى أخبار كر وفر . وتحولت البوصلة الجماهيرية والإعلامية للاهتمام بأمور أخرى ,

أخي الكريم
عملت في اليابان سنين عديدة في العمل ألتوثيقي والوثائقي . واعلم من خفايا هذا العمل الكثير , ولذا كلمك بما اعرف وأتقن .
أنت تعلم كما اعلم,  وتعرف أكثر مني بكثير , إن العالم يبحث عن القصة الإنسانية . مصائب الإنسان ومشاكله , أحلامه وإبداعاته , وتذكر قصة السيدة إيمان العبيدي وكيف حركت المشاعر في العالم وكيف تناما مد التأييد الشعبي للثورة الليبية عندما قامت "السي ان ان" بعمل التغطية الإنسانية لها ., ومهما كان رأينا في السيدة إيمان وموقفنا منها,  إلا أننا نتفق إن تأثيرها عندما كانت قصة إنسانية  كبيرا .
الثورة الليبية ثورة جبارة وتحتاج إلى عمل إعلامي جبار ومتواصل , إعلام يبرز رائحة العرق المتصبب من جباه الثوار وأحلامهم وطموحاتهم , ويبرز طموحات الشهداء وأحلامهم الموءودة , إلى معاناة الأمهات , يحتاج إلى أمثال قصة الحاجة رحمة وأبنائها .  وكم في ليبيا أمثالها ,
أصبح الأعلام الليبي مركز الآن على أموال مجمدة هنا أو هناك , وقنبلة سقطت هنا او هناك  ’ أو غارة على هذا الموقع أو ذاك . اختفى الإنسان الليبي واختفت الأم الليبية والأب الليبي . لم نعد نسمع عنه , وإن سمعنا عنه فبأسلوب المبادرات الفردية التي لا ترقى لمستوى الحدث , بعضها يضر اكثر مما ينفع , فكما يقولون , يحرق القصة ,
وهذا  ما  يحدث عندما يحاول شخص أن يطرح قصة بأسلوب مشوق يجذب المستمعين , فيقوم شخص بسردها سريعا مما يحرقها وتفقد أهميتها .

لا أنكر إن توفير المال والسلاح والاعتراف السياسي مهم جدا , ولكن دورك أنت كوزير للأعلام ليس التحدث عن مبادرة جاءت أو مبادرة رفضت , بل أن تقوم بحملات تعريف بالإنسان الليبي , بعرقه ودمه . فالعالم يحب رائحة العرق كما يحب رائحة العطر , يحب أن يسمع الآهات والأنات كما يحب أن يرى الكرنفالات ,
إن كسب التأييد الشعبي وكسب حب وتقدير الرأي العام العالمي للثورة مهم كأهمية اعتراف الدول , بل واقول لك أنه أهم وخصوصا مع اقتراب مواسم الانتخابات ,
أخي الحبيب وأستاذي القدير : أنقذ الإعلام الليبي ,
بيّن للعالم من هو الإنسان الليبي البسيط ولماذا ثار وعلى من ثار , لا تظن أن السكرتيرة الجالسة على مكتبها في نيويورك أو طوكيو أو سيئول أو البائع في سوبر ماركت في ماليزيا أو كندا أو بلجيكا يهمه سواء أحتاج  المجلس الانتقالي إلى نقود مجمدة أم استغنى عنها . أو إن 43 دولة اعترفت به أو 100 أو أكثر ,
هذا الشخص  يحتاج إلى شخص مثله , يعاني ويحلم ويعمل على تحقيق حلم .

والمفارقة , أن هذا الشخص هو من سيقف أمام صندوق الانتخابات , وهو من سيقرر  من هو السياسي الذي ستتعامل معه .

والله ما كتبت لك إلا بعد أن طلب مني الكثير من الشباب الليبي أن اكتب , وانظر إلي صفحتي على الفيسبوك , كم طلب مني , هذا غير البريد والتعليقات , كلهم أمل أن تنقذ إعلام الثورة . بعد أن تحول إلى إعلام شائعات ورد على شائعات , إعلام يخلف وراءه أسئلة ولا يطرح أجوبه.

أخي محمود , لقد وضعت لنفسي خط احمر كنت أود أن لا أتجاوزه , أخذت على نفسي أن لا أتدخل بين الليبيين الأحرار , أن لا أتبنى وجهة نظر أي منهم , فهذا شأن ليبي ولا مكان لي فيه , وسخرت قلمي للدفاع عن الحق المتمثل في الثورة الليبية , كثورة على الكفر والظلم والبغي والعدوان . واسمح لي إن تجاوزت هذا الخط الأحمر , فالأمر جلل والخطب كبير.

أخي محمود شمام , وحّد قوى الشباب , وأعطهم أسلحة يحاربون بها القوى التي تحاول إجهاض الثورة أو تحوير ومسارها , دعهم يعملون على دفع الرأي العام في بلادهم إلى تأييد الثورة ,
ولا تلقهم في البحر مقيدين وتقول لهم إياكم الغرق , او ترسلهم جنودا ولا تعطيهم سلاحا .
أعطهم برامج تستحق أن تسمى "وثائقية إنسانية", لا تعطهم أرقام مهما كبرت ولكن أعطهم صورة لدمعة طفل أو عبرة ثكلى او ثائر حالم , وسترى العجائب . فالأرقام لها دورها والأحاسيس الإنسانية دورها أكبر بكثير .
لا تعطهم خبر مقتل اللواء يونس ولكن أعطهم لمحات عن عبد الفتاح يونس الأب والأخ والصديق, من ماذا كان يخاف وبماذا يحلم وما هدفه ولماذا قتل ؟
هذا سلاحك وهذا دورك الحقيقي ,
اعذرني أخي محمود شمام ولكن التقصير في هذا الجانب قاتل , وأنت بعون الله قادر على ذلك , ولكن لا يصدق فيك قول الشاعر :
و لم أر في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على الكمال

سليم الرقعي : من قتل اللواء عبد الفتاح؟..عملاء القذافي أم بعض الثوار المتنطعين!؟



- قراءتي في تصريحات السيد عبد الجليل حول الموضوع! -
التصرح الصحفي الذي نعى فيه "السيد عبد الجليل" مقتل " اللواء عبد الفتاح يونس" لم يحدد 100% وبشكل واضح الجهة التي وراء إغتياله !.. فهو – ربما بحكم أنه رجل قضاء - بدا حذرا ً في تحديد الجهة المسؤولة التي إرتكبت العملية حيث ذكر أن التحقيق لا يزال جارٍ مع أحد أفراد "العصابة" التي نفذت عملية الإغتيال ولكنه وبشكل عام وغير مباشر ومن مفهوم كلامه وجدناه وكأنه يلمح أنه قد يكون وراء هذه العملية بعض الثوار المتطرفين وكأنه غير متأكد بعد من أن القتلة من الطابور الخامس المندسين وسط الثوار!.. لهذا وجدناه يتحدث عن أن "عبد الفتاح" كان في طريقه لمقابلة لجنة قضائية طلبت التحقيق معه حين تعرض لعملية الإغتيال!؟.. ولهذا وجدناه أيضا ً يحذر المسلحين المتواجدين في المدن وغير المنضوين تحت لواء القيادة العسكرية للجيش الوطني ويخيرهم بين الإنضمام للجيش او الأمن الوطني أو الذهاب للجبهة للقتال أو أن قبائل وشباب الشعب الليبي - كما قال - ستتعامل معهم وتضع لهم حدا ً!.. فهذا التحذير يشير بشكل غير صريح وغير مباشر أن وراء مقتل اللواء "عبد الفتاح" بعض الثوار المتطرفين ممن يعتقدون بأنه "خائن" ومن "الطابور الخامس" !!!! .. وهم بفعلتهم هذه يحسبون أنهم يُحسنون صنعا ً ويخدمون الثورة بينما هم بتنفيذهم هذه العملية وبهذه الطريقة إنما يخدمون القذافي من حيث لا يشعرون!.

ولو كان السيد "عبد الجليل" يعتقد أن "اللواء عبد الفتاح" خائن بالفعل ما نعاه بحزن ولم يعلن بمناسبة وفاته الحداد ثلاثة أيام !!؟؟.. كيف يعلن الحداد على خائن!!!؟؟.. إلا إذا كان البعض يعتقد أن السيد عبد الجليل نفسه هو خائن أيضا ً ومن "الطابور الخامس"!!!.. فتلك قصة أخرى!!.
إن الظاهر أمامنا حتى الآن هو أن عبد الفتاح قـُتل مغدورا ً من قبل إما أحد عملاء القذافي أو بعض الثوار الموتورين غير المتزنين ممن يعتقدون أنهم هم حماة الثورة وأنهم بمثابة لجان التطهير والتصفية لكل من يشتبه فيه بعض الثوار أنه خائن وعميل للقذافي!!.
وأما الشائعات التي تتردد حول اللواء عبد الفتاح - منذ بداية إنشقاقه عن نظام القذافي وإلتحاقه بالثوار - فهي مجرد شائعات وتخمينات لا دليل عليها وقد يكون ورائها القذافي وطابوره الخامس وليس هناك دليل ثابت ضده ولو كان هناك دليل فأين هو؟ ومثل هذه الأمور الكبيرة والخطيرة لا ينفع فيها الظن والشك والشائعات بل لابد من دليل ثابت وإلا فهو البهتان.. والسيد عبد الجليل يفهم ذلك جيدا ً فهو رجل قضاء!.. فهؤلاء الذين قتلوه إذا كانوا من الثوار فما هو دليلهم على خيانته أم قتلوه لمجرد الظن والإشتباه والشائعات والشكوك التي تسري بين الناس وتجري كجريان النار في الهشيم!!؟؟ .
والشاهد هنا ومن خلال قراءتي لتصريح السيد "عبد الجليل" فإن قتلة اللواء "عبد الفتاح" إما أن يكونوا من عملاء القذافي والطابور الخامس المندسين وسط الثوار .. أويكونوا من بعض الثوار الموتورين الموسوسين المتنطعين الذين يحكمون على الآخرين بالظن والشكوك والشبهات ويسارعون بالتصرف على أساس هذه الظنون والشبهات والشائعات دون وجود أدلة وبراهين دامغة أو على الأقل أدلة ظرفية جامعة!.. ومثل هؤلاء المتنطعين المستعجلين ممن تعوزهم الحكمة السياسية والوعي الأمني والإتزان يسهل إختراقهم من قبل عملاء مخابرات القذافي والطابور الخامس حيث يتم تهييجهم وتوجيههم لإرتكاب مثل هذا العمل الأرعن وهم يحسبون أنهم من المحسنين!.
طبعا  كلامي هذا بحسب الظاهر وحسب معلوماتي وتحليلاتي ومن خلال تصريحات السيد عبد الجليل أما إذا ظهرت أدلة وبراهين وتصريحات جديدة للمجلس الوطني وليس مجرد ظنون وتخمينات وشائعات فعندها لكل حادث حديث!.. أما الآن فكلام السيد عبد الجليل يدل على أن عبد الفتاح مات غدرا ً وهو "شهيد" لذا أعلن عليه الحداد ثلاث أيام وأشار - بطريقة غير مباشرة - أن قاتليه قد يكونون من الثوار المتطرفين والجماعات المسلحة ممن يعتقدون أنهم يحسنون صنعا ً ويخدمون الثورة بينما في الحقيقة ومن حيث لا يشعرون هم يقدمون خدمة مجانية للقذافي!.
فهذه هي قراءتي للتصريح والنعي الذي أدلى به السيد "عبد الجليل" حول مقتل اللواء "عبد الفتاح" .. ولهذا من هنا حتى ظهور نتائج التحقيق فهذا هو الرأي السديد القائم على الحقائق والمعطيات لا الظنون والشبهات والشكوك والشائعات.. فلا تعطوا فرصة للقذافي وطابوره الخامس أن يعبثوا بعقولكم يا عباد الله!.
سليم الرقعي


بيان الجناح العسكري لائتلاف ثورة 17 فبراير حول عملية حي الاندلس


نا لننصر رسلنا واّلذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
يستمر العطاء الثوري المبارك .... وتتواصل عنجهية نظام القذافي ومسلسل الملاحقات والاغتيالات للثوار والشرفاء من أبناء
ليبيا الحرة .... ورغم كل الحملات المسعورة وكل الإرهاب المنظم والإبادة الممنهجة التي يتعرض لها شعبنا الليبي .... أثبت أبطال
الثورة في طرابلس وفدائيي الائتلاف وباقي فصائل الثوار إم لم ولن يتراجعوا ولن ينكسروا أو يلقوا السلاح .... بل سنبقى صامدون
وضاغطون على الزناد وقابضون على جمرة الكفاح حتى تحرير ليبيا من شرقها الصامد .... إلى غرا الثائر ... ومن بحرها الهادر
الى صحرائها وجبالها الشامخة.


الاخوان المسلمون في ليبيا: يصدرون بياناً بخصوص اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس




بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي
(( و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذاباً عظيما ))
ببالغ الحزن و الأسى و الرضا بقضاء الله و قدره، تَلقَّى شعبنا في مختلف أرجاء ليبيا فاجعة اغتيال اللواء الركن الشهيد عبدالفتاح يونس العبيدي رئيس أركان الجيش الوطني، و كل من مرافقيه الشهداء العقيد محمد خميس و المقدم ناصر المذكور من قبل أيدي آثمة، هددت بعملها هذا مناطقنا المحررة بأسباب الفوضى و عدم الاستقرار.    
و في الوقت الذي نُعزي فيه أُسر الشهداء و قبيلة العبيدات و كافة أبناء الوطن العزيز في هذا المصاب و الخسارة الكبيرة، و نُثني فيه على الموقف الوطني الرزين و الايجابي لقبيلة العبيدات في انحيازها الكامل لمصالح الوطن العليا و أمنه و استقراره، فإننا نعلن ما يلي:


  1. ان شعبنا مطالب في هذا الوقت الحرج من ثورتنا التحلي بالصبر و بكامل اليقظة و الانتباه لما يرتب له نظام القذافي من مؤامرات دنيئة متكررة تستهدف الفتنة و الاصطياد فيها لإضعاف اللحمة و الوحدة الوطنية التي اتحدت في ثورة 17 فبراير، و اجمعت على ضرورة الخلاص النهائي و الكامل من القذافي و نظامه الى غير رجعة.
2.       ان هذه الجريمة لا يمكن ان تُثني شعبنا في ليبيا عن مواصلة ثورته لخلاص و استقرار ليبيا، و بناءها وطنا حضاريا يسع جميع  ابناءه، و أن هذه الجريمة لا يُمكنها ان تفك من عُرى التوحد و التماسك بين أبناء شعبنا العظيم.
  1. السيادة في ليبيا الحرة للقانون و في اطاره تُعالج كل الجرائم و الانتهاكات و التجاوزات، و عليه نطالب مجلسنا الانتقالي بضرورة الاسراع في كشف الجناة و احالتهم الى القضاء بأسرع ما يمكن لنيل الجزاء العادل.  
  2. العمل العاجل على تنفيذ ما ورد في البيان الصحفي لرئيس المجلس الإنتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل من ضرورة تفكيك المجموعات المسلحة الغير رسمية و تأطير افرادها في السرايا المعتمدة في الجيش الوطني، و ردع المخالفات و المظاهر المسلحة التي ما انفكت تقلق المواطنين و تهدد الامن و الاستقرار الوطني.
  3. نطالب الجهات المسؤولة باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشخصيات و الرموز الوطنية الهامة بما لا يجعل منهم اهدافا سهلة للمندسين و القتلة الذين يتربصون بثورة شعبنا و النيل من رموزها و من نجاحها في تحقيق اهدافها.
 نسأل الله تعالى أن يتغمد شهداءنا الثلاثة برحمته الواسعة، و أن يُلهم أُسرهم الصبر و السلوان، و ان ينتقم من الظلمة و القتلة، و إنا لله وإنا إليه راجعون، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

المكتب التنفيذي – جماعة الاخوان المسلمون في ليبيا
بنغازي، يوم الجمعة 28 شعبان 1432 هـ، الموافق 29 يوليو 2011م

م. بوعروش ....قراءة في اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس



يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " والفتنة أشد من القتل" صدق الله العظيم.

أراد القذافي ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال عملية اغتيال غامضة لعبد الفتاح يونس, اولا :الإنتقام لنفسه من يونس لإنضمامه المبكر واللا متردد لخيار الشعب في تحد صارخ لم يتوقعه القذافي  ضاربا بسنوات الترف برفقته عرض الحائط.
ثانيا: اشعال نار الفتنة بين طوائف الثوار وبين القبائل ودفعهم للشك في بعضهم البعض, وفي المجلس الإنتقالي, وفي نزاهة يونس واخلاصه لثورة الشعب. فيتخاصمون ويتناحرون وتذهب ريح ثورتهم...ولكن هيهات ..فالشعب الليبي أذكى من  أن تنطلي عليه هذه المكيدة.
المتابع والمدقق لمجريات الأحداث لن يشك لحظة في أن القذافي وطابوره الخامس هم من وراء الحادثة:

-         لقد حاول القذافي اغتيال يونس منذ بداية الثورة ولعدة مرات, ولم ينفك اعلامه الرخيص عن نشر الشائعات حول موته أو هروبه أو عودته لصف القذافي و كان في اكثر من مناسبة  يأتي بتصريحات مشبوهة حول الرجل.
-         منذ أيام بدأ النظام عبر شلة القنفود وأخواتها يروج الإشاعات حول انشقاقات في صفوف الثوار وأنهم غير متفاهمون وأن هناك صراع فيما بينهم, بل وأمعن في الكذب حتى قال أن الثوار يقومون بتصفية بعضهم البعض عندما يختلفون في الرأي..بل إنهم يمثلون بجثث الذين يقتلونهم...وكنت أتساءل ما الغرض من هذا الكذب الصريح الذي لا يمكن تصديقه...ولكن بعد اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس عرفنا السبب...
-         منذ الأسبوع الماضي بدأت بعض الصفحات تتناقل أخبارا عن مقتل يونس واغتياله في جبهة البريقة, وبدأت الطحالب في تسريب أخبار تقول أن هناك ثارات شخصية بين يونس وبعض المجاهدين المنضمين لجبهات القتال من درنه علي خلفية احداث التسعينات في الجبل الأخضر ودرنه, وأنه تم تصفيته في الجبهة حتى يقال أنه قتل في الإشتباكات مع الكتائب وهكذا ثأرت تلك المجموعة المسلحة  من يونس دون عقاب....ولكن بعدها بيومين يظهر لنا اللواء يونس حيا يرزق ويسخر ضاحكا من تلك الإشاعات..
-         صباح التاسع والعشرين من يوليو تسربت معلومات متضاربة حول اسباب استدعاء اللواء يونس للتحقيق, وبدأت الطحالب على صفحات الفيسبوك بالصيد في الماء العكرونشر الإتهامات بأن اللواء ماهو إلا عميل للقذافي..وأنه خائن وأن هناك إتصالات من هواتف الثريا الخاصة به مع أزلام النظام, وأن...وأن...و بدأ المشككون ..وذوي النفوس الضعيفة...والحاقدون على المجلس الإنتقالي...يروجون لهذه الإتهامات دون دليل أو بينة ..ونسوا قول الله تعالى " يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين". وهنا مربط الفرس...زرع الشك في النفوس..وبث الفتنة..وشطر الصفوف..وبذلك عندما ينفذ أعوانه من الطابور الخامس عملية إغتياله ...فسيبدوا للجميع أن ما حدث هو تصفية داخلية ..على أساس أنه خائن.
من وجهة نظري (ظانا غير جازم) أن القذافي نفذ عملية إغتيال يونس بطريقة لا يستطيع أحد أن ينكر عليه خبثها ودهاءها ...وكثيرا ما تلازم صفة الدهاء الأشرار..وهل هناك من هو أكثر شرا من القذافي..!!
لقد زرع القذافي هذه المرة أفرادا من طابوره الخامس بين كتائب الثوار..واختار الفئات الأكثر تطرفا من الناحية الدينية ..وهو لم يزرعهم في يوم وليلة..بل منذ عدة أسابيع  إن لم يكن منذ شهور...التحموا مع الشباب المجاهدين..شاركوهم أفكارهم..وتحدثوا بلسانهم..وتلونوا بلونهم...والتحوا بلحيهم..ولبسوا لباسهم...وصاروا فيهم كأنهم منهم...وماهم منهم..وانتظروا الأوامر حتى تصدر إليهم كرسائل مشفرة من جهة ما على الأرجح أنها قناة القنفود...ثم قاموا بتلك العملية الغادرة التي طالت قيادات الثورة ورمزا من رموز نظالها ولكنها بالنهاية لن تزيد الثوار في كل الجبهات إلا عزما وتصميما على المضي قدما...نحو العاصمة.
ذلك الطابور الخامس ليس واضح المعالم..فهو متداخل مع الفرق المسلحة لثوار 17 فبراير ولكن ليس من المستحيل إكتشافه...وبالرغم من أن دواخل النفوس لا يعلمها إلا الله...فلابد أن يقوم هؤلاء بشئ ما يكشف نواياهم..وهذه ليست مسؤلية الأمن وحده...ولكنها مسؤليه كل ليبي في المناطق المحررة..بأن يلاحظ بدقة ما يدور حوله..وأن لا يتردد في تبليغ الجهات المسؤلة...إذا رأى أو سمع ما يمكن اعتباره من تصرفات الطابور الخامس...ولا ننكر أن هناك طابور سادس ليس من أعوان القذافي ولكن لا يسع المجال للحديت عنه في هذا المقال  وسنفرد له مقالا خاصا  في القريب "بإذن الله".
في الحقيقة هذا ما أربك المجلس الإنتقالي ..فلم يستطيع مصطفى عبد الجليل أن يعلن صراحة أن الطابور الخامس هم من وراء الحادثة..ولكن المستشار أظهر حكمة وبعدا في النظر عندما لم ينسى أن يشير بإصبع الإتهام الرئيسي نحو القذافي وأعوانه..!
لذا فإننى أرى أنه من المهم أن لا نسمح لهذا الطاغية من تحقيق مراده..في اشعال فتيل الفتنة..ونقسيم الصفوف...ولا أري هناك أي داع لإثارة الشبهات حول من قتل اللواء عبد الفتاح يونس, فمن قتله هو القذافي ولا أحد سواه..ولكنه للأسف استطاع في يوم واحد أن يجعلنا نشك في بعضنا البعض فحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون.
.

إبراهيم محمد طاهر :اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس غياب الحقيقة يُهددنا أكثر من القذافي



    لقد هزنا جميعاً خبر وفاة اللواء الركن عبد الفتاح يونس ومرافقاه، ونحن نترحم عليهم جميعاً ونعزي أهلهم وأنفسنا أحر العزاء في فقدهم. وبغض النظر عن آراء الناس المختلفة بخصوص اللواء عبد الفتاح يونس، فإن عملية اغتياله قد شكلت ضربةً موجعة لثورتنا.
    هذا الاغتيال آلمنا وآلم ثورتنا لأنه خطف من الثورة أحد أهم رموزها وقادتها، وحرمنا من شخص لعب دوراً مهماً – ولعله من أهم الأدوار – في ثورتنا المباركة هذه. وبالرغم من كامل تقديرنا وعرفاننا، إلا أننا يجب أن لا ننسى أن الثورة ليست عبد الفتاح يونس، الثورة ليست مصطفى عبد الجليل، الثورة ليست المجلس الانتقالي، الثورة ليست بنغازي، ليست البريقة، ليست مصراته، ليست الزنتان... ثورة 17 فبراير لا يُمثلها أي شخص أو أي جهة أو أي مدينة، فالثورة هي (ليبيا) وهي (الشعب)، ولذلك فإن فقداننا لأي رمز من رموز الثورة، أو أي مدينة من المدن المحررة، أو أي عنصر مهم آخر كانت تحتويه ثورتنا لا يعني أننا فقدنا الثورة.

    ولكن... هنالك طرقٌ أخرى يمكن أن نفقد بها الثورة... وملابسات هذه الحادثة، وبالتحديد ما جاء في خطاب المستشار مصطفى عبدالجليل والبيان الذي ألقاه باسم المجلس، تُثير القلق بشدة في هذا الصدد...

n     المجموعات المُسلحة.

    الخطاب لم يُوجه اتهاماً مباشراً للقذافي. نعم تم ذكر حديث القذافي وإعلامه عن استهداف عبدالفتاح يونس وقيادات الثورة، ولكن لم يذكر (بصراحة) أن القذافي هو المسؤول، أو أن العملية هي من تنفيذ الطابور الخامس. ولكن الذي يوحي به ما تم ذكره عن تفاصيل الحادثة هو أسوأ بكثير من لو كان القذافي هو المسؤول...

    السيد المحترم مصطفى عبد الجليل وَضح في بيان المجلس بأن (مجموعةً مُسلحة) قامت بإطلاق النار على اللواء عبد الفتاح يونس ومرافقيه، وأوضح أيضاً بأنهم ألقوا القبض على (قائد) هذه المجموعة، بدون ذكر لمصير (المجموعة) نفسها. وهو كله كلامٌ مُطمْئن يُبين لنا أن التحقيقات هي على قدم وساق وأن العدالة تأخذ مجراها. ولكن المُقلق في الحديث هو ما ذكره السيد مصطفى عبد الجليل بعد ذلك مباشرةً؛ فهو قد صرح بأنه لا يمكن السماح لأي (مجموعات مسلحة) – مستخدماً نفس التسمية التي أطلقها على المُتهمين بقتل اللواء عبد الفتاح – لا يمكن السماح لها بالبقاء في المدن، وأنه يجب على أي (مجموعة مسلحة) إما أن تنطوي تحت لواء سرايا كتائب الثوار في الجبهات، أو أن تَنضم إلى قوى الأمن الوطني، وحَذرَ بأنه سيتم اتخاذ التدابير القانونية اللازمة ضد كل من يستخدم السلاح داخل المدن... نحن لن ننكر أهمية هذا الموضوع، بل نطالب بالاهتمام أكثر وأكثر بقضية انتشار السلاح والفوضى... ولكن، أيبدو هذا الكلام موجهاً إلى، أو عن خلايا الطابور الخامس؟!! وهذا ما يدفعنا إلى الشك بأن اللواء عبد الفتاح يونس قد قُتل على أيدي الثوار، أو على أيدي بعض الجماعات المُسلحة المُستقلة.

n     عودة القبيلة والقبلية.

    ومما زاد ريبتي وشكي بأن القتل قد حدث بالفعل من قبل أشخاص يدعمون الثورة، هو حديث المستشار مصطفى عبد الجليل عن القبيلة. لقد تكلم عن قبيلة العبيدات بشكل مُفصل، ونحن نتفهم أن العزاء واجبٌ لقبيلة العبيدات في فقيدهم، ولكن حديث السيد مصطفى عبد الجليل تجاوز التعزية ووصل إلى مرحلة الدفاع عن هذه القبيلة الجليلة وبيان دورها في دعم الثورة، وعدا عن هذا، فقد ذكر في سياق حديثه عن (المجموعات المسلحة) الموجودة داخل المدن بأن القبائل ستكون بالمرصاد لأي جماعة قد تُهدد المجتمع... وهذا ما يُقلقني كثيراً.. ألم نفني جهدنا ونحن نحاول أن نقنع العالم بأن ليبيا ليست مجتمعاً قبلياً؟! ألم نجتهد في رأب الصدع القبلي ونسعى لنشفي مجتمعنا من مرض التعصب القبلي؟! فكيف يعود الآن الحديث عن القبلية؟! وليس فقط الحديث عنها في نطاق (اجتماعي) ولكن في نطاق (عسكري)!!!
    إنني على ثقة بأن السيد مصطفى عبد الجليل لا يريد نقل صورة (قبلية) عن ثورة ليبيا، وبلا شك لا يريد أن يقول بأن الثورة لا يخوض غمارها الشعب كله ولكن تخوضها قبائلٌ مُسلحة، ولذلك، فإن التفسير المنطقي الوحيد لحديثه عن القبيلة هو الخشية من تداعيات هذا الأمر، ومحاولة تدارك ما قد ينتج من أزمات لو نشب صراعٌ مُسلح بين جماعات تتبع للثورة. وهذه النقطة تلمح كثيراً لكون جريمة قتل اللواء عبد الفتاح يونس كانت أمراً (داخلياً) في الثورة، فجميعنا نعلم بأن مثل هذه القضايا تتدخل فيها القبيلة بثقل يُحسب له ألف حساب، وأظن أنه من هذا المنطلق جاء ذكر القبيلة؛ فإن كان القذافي الجبان هو المسؤول هل كنا سنخشى من عواقب الأمر على الصعيد الاجتماعي والقبلي؟!

    فإذا جمعنا موضوع (المجموعات المسلحة) وما ورد في سياقها من حديث، وموضوع القبيلة وما أثير عنه من تحذيرات تكاد تكون وقائية، يتبين لنا بوضوح أن الأمر يبدو – للأسف – وكأنه بالفعل محصورٌ بين (أهل الثورة)، ولم يكن للقذافي يدٌ في الأمر...

n     جبهة الحيرة وألغام الغموض.

    هنالك أشياء أخرى كثيرة يجب أخذها بالحسبان، ولكنها تبقى غامضةً جداً حالياً.
    ملابسات التحقيق مع اللواء عبد الفتاح يونس وتفاصيلها مازالت غير واضحة. وأنا أستبعد اتهام البعض له باتصاله بنظام القذافي؛ فاللواء عبد الفتاح قد وقف مع الثورة بإخلاص، وهو ِمن أكثر مَن خدموا الثورة بعزمٍ ووفاء، كما أنه موجودٌ مع الجانب المُنتصر (الثوار) فلماذا يُفكر في العودة إلى الجانب الخاسر (القذافي) الذي أصبح مجرد مجرم مُطارَد فاقد للشرعية؟!! وفي الحقيقة فإن هذا الاتهام (غير المُثبت) قد يُفسر سبب قتل اللواء عبد الفتاح يونس من قبل جهات تتبع للثورة، فانتشار مثل هذه الإشاعة في أوقاتٍ حرجة نرى فيها تُهم الخيانة تتقاذف هنا وهناك أكثر من الرصاص والصواريخ، هو كفيلٌ بأن يؤدي إلى عواقب التسرع والانفلات، ومن الطبيعي جداً، في هذه الأوقات، أن يُقتل الناس بناءً على اتهامات وإشاعات غير مؤكدة.
    وبالطبع فإن غموض أسباب ووقائع هذا التحقيق وَفرَ ساحةً خصبة لخلق وانتشار الإشاعات، وعتبُنا الآن لا يمكن أن يوجه للناس الذين يندفعون خلف الشائعات ويُروجون لها – مع أنهم بالطبع يستحقون التأنيب على ذلك – ولكن عتبنا يقع بالدرجة الأولى على المجلس الانتقالي وانعدام الشفافية في بيانه الرسمي الذي ألقاه السيد مصطفى عبدالجليل، والذي لم يُورثنا إلا مزيداً من القلق والإرباك.

n     بيان المجلس الانتقالي: أسئلته أكثر من أجوبته!

    البيان لم يكشف أي شيء إطلاقاً، وكل الذي اكتشفناه منه هو: تم استدعاء اللواء عبد الفتاح يونس من قبل لجنة تحقيق، تم قتله مع اثنين من مرافقيه (العقيد محمد خميس، والمقدم ناصر المذكور) بإطلاق النار عليهم من قبل مجموعة مسلحة، وقبيلة العبيدات قدمت للثورة حوالي 40 شهيد و500 مقاتل على الجبهات!
    لم يتم التصريح عن مُجريات التحقيق وأحداثه أو نتائجه الأولية. ولم يُعلن بصراحة ووضوح أن القذافي هو المسؤول: القول بأن القذافي وإعلامه صرحوا بأنهم سيستهدفون قادة الثورة هو كلامٌ واسعٌ وفضفاض، وأي كلام يمكن نفي معانيه لاحقاً، أو يمكن تفسيره على عدة أوجه لا يمكن اعتباره أبداً كلاماً صريحاً. ولم يتم توضيح طبيعة (المجموعة المسلحة) التي أطلقت النار على اللواء عبد الفتاح، بل إن التعقيب الذي ورد على ذلك الموضوع يكاد يكون دليلاً قاطعاً على أن الجماعات المسؤولة محسوبةٌ على الثورة. والحديث عن دور القبيلة (المُسلح) في المجتمع وفي الثورة لم يزدنا إلا حيرة.
    فهل تعني (الشفافية) إثارة الحيرة والإرباك؟ هل تعني (الصراحة) التمويه والمداراة؟
    إن الكثير من أعضاء المجلس الانتقالي قانونيون – قضاة ومحامون ومسؤولون ودبلوماسيون – وجميعهم يعلمون بلا شك مقدار دقة القانون وتركيزه على استخدام لغة واضحة لا تقبل التفسير إلا بمعنى واحد.. فمن حقنا إذاً أن نُحس بألم القلق في صدرونا حين يبدأ أهل القانون في الحديث بكلام له وجهان، وحين نجد في كلماتهم بوادر التكتم والتعتيم والتمويه...

n     الحقيقة، الحقيقة، الحقيقة.. هي الحل.

    أسئلةٌ كثيرة تُعشش في خواطرنا كقطعان النسور الجائعة، تهددنا بأن تنهشنا باليأس والخيبة: ما هي حقيقة الاستدعاء والتحقيق؟ ما هي حقيقة تصرفات اللواء عبد الفتاح يونس؟ ما هي حقيقة عملية قتله؟ ما هي حقيقة الجهة التي قتلته غدراً؟ إنَّ انعدام إجابات هذه الأسئلة، غياب الحقيقة وإخفائها، يُهددنا ويُهدد ثورتنا أكثر من القذافي وأسلحته وكتائبه ومرتزقته.

    وفي ظل هذا التعتيم، ونحن ننتظر الحقيقة، كل ما يمكننا أن نرجوه ونحن نتمسك بشمعة الصبر والأمل وسط ظلمات الحيرة والغموض، هو أن نتمنى أن يكون القذافي هو من قتل اللواء عبد الفتاح يونس... أرجو من كل قلبي أن يكون الرصاص الذي قتله قد انطلق من بندقية مسمومة باسم السفاح الجبان القذافي...
    أرجو ذلك من كل قلبي... فلو لم يكن الأمر كذلك، لو كان الأمر نزاعاً أو صراعاً أو فتنةً داخلية... فإن هذه الحادثة قد تكون أولى بوادر ضياع ثورتنا.

    نحن الآن في أوقاتٍ حرجة، أوضاعنا حساسةٌ جداً.. ونحن نُدرك أهمية الحفاظ على وحدة الصف، وأهمية المحافظة على المعنويات، ولكن ما حدث إلى الآن من ارتباكٍ وتعتيم هو الذي يُفرق صفنا ويُحبط معنوياتنا، ونحن نحتاج للحقيقة والصراحة؛ فهي التي ستكشف لنا كل شيء، ويجب أن لا نخشى من فقدان الثقة في أنفسنا وفي قياداتنا، أو أن نتوجس من زعزعة وحدتنا في هذه الثورة، فكشف الحقيقة لا يمكنه أن يؤدي إلى ذلك، وعلينا السعي من أجل الحقيقة ومن أجل تطبيق العدالة: إذا كانت خيانةً فلنكشفها ونعتقل الخونة، إذا كانت جريمةً مُتسرعة فلنكشفها ونعتقل المسؤولين، إذا كانت عملية اغتيال جبانة بشعة فلنكشفها ونتابع الكفاح...

    يجب أن نسعى من أجل كشف الحقيقة لكي نعرف كيف نتصرف وكيف نعالج أسباب هذه الحادثة، فلا يمكننا أن نبقى نتخبط في هذه الحيرة والشك بعجز، لا يمكننا أن نُبقى أنفسنا هكذا في موقعٍ مكشوف نكون فيه مُعرضين للفُرقة وللهجوم.
    الحقيقة هي الحل.. الحقيقة هي أقوى سلاح يحمي ثورتنا ويضمن سلامتها، ويجب أن لا نرضي بأي شيء سوى الحقيقة.

‏29‏/07‏/2011
إبراهيم محمد طاهر.

Followers

Pageviews