عبد الله الساحلي : بين السيد شلقم و " الاخ القائد"



تعليق على لقاء جريدة الحياة مع السيد شلقم  بتاريخ  18 يوليو 2011
كان عنوان المقابلة " عبدالرحمن شلقم لـ«الحياة»: عملية لوكربي معقدة وليست صناعة ليبية خالصة ومفاوضات شاقة انتهت بدفع التعويضات (3) وهي على الرابط التالي:
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/289104#new

 في واقع الامر لم اطلع على الجزئين السابقين لهذا، و لكن اذا قرأنا بين السطور في هذه الروايات التى وردت
في المقابلة  للسيد شلقم نستنتج الآتي: السيد شلقم ما زال يفكر بطريقة القذافي و ما زال في داخله من مريديه و محبيه، فهو يصفه بالاخ القائد حيث يقول" ذهبت الى القيادة في طرابلس ومعي موسى كوسى وقلت للأخ معمر ". من جهة اخرى هو يحاول ان يغطي ان القذافي اقترف جريمة لوكربي لكنه يعترف بذلك ضمناً في قوله "كان القذافي يقول نحن مظلومون ولا يمكن أن ندفع. هم أيضاً قتلوا" ؛ و معني " هم ايضا" ان القذافي قتل و قام بنسف الطائرة و يؤكد ذلك تأكيده بتفجير "يوتا" الا انه يحاول تبرير الاسباب بمحاولة اغتيال معارض ليبي هو محمد المقريف ، و كأن ذلك يشفع له قتل الابرياء الآمنين. و لربما نفهم انه من المبرر للقذافي ان يقتل المتظاهرين العزل حيث يظن ان بينهم " جرذان من القاعدة" !!!!. السيد  شلقم كذلك يحاول ان يقدم نفسه في صورة الدبلوماسي المحنك الذي حل مشاكل القذافي مع الغرب و انه هو شحصياً من اقنع القذافي بالتخلي عن اسلحة الدمار الشامل و ان ذلك لا علاقة له بغزو العراق. هل  يريد السيد شلقم  اقناع الليبيين انه كان يتحدث للقذافي بكل تلك الشفافية والاريحية وهو يقول انه بسبب غضبه عليه بقى بلا عمل لمدة 5 سنوات و يعلم الليبيون انه حتى ابناءه يخشون التحدث اليه فكيف " بالفزاني  الطيب"؟. ايضاً يحاول تسويق المجرم "كوسة" بانه رجل وطني وكان يعمل معه لتجنيب ليبيا و الليبيين مساوئ السلاح الكيماوي و عواقب تخزينه . وكذلك تسويق المدعو" فرحات بن قدارة" عضو اللجان الثورية البارز الذي عاش على استغلال المناصب ،ليسوقه الان انه وطني غيور و سياسي محنك. و لا ينسى انه تحدث " للقائد" في مزرعته و قد كان " متوتراً" وقال له " يا ايها الاخ القائد ان بلير و بوش ينتظروني".!!!
من يصدق ان القذافي سيغفر "زلة لسان" ـ و ان اعتبرناها كذلك ـ لاي محدث له و هو الذي نقل تمثال الامبراطور سيفيروس من ميدان الشهداء الى لبدة لكي لا يذكر احد في ليبيا غيره؟!! ، و لو استطاع منع ذكر الرسول محمد ـ عليه الصلاة و السلام ـ على المنابر لفعل. و ما هو الخلاف الذي حصل بين السيد شلقم و القذافي سنة 1994؟ و هل يسمح القذافي بالخلاف معه؟ ان السيد شلقم يحاول تسويق نفسه و" اصدقاءه" من خلال الظهورفي وسائل اعلام عالمية كهذه المقابلة ، لنعود و تحكمنا نفس الوجوه بل لعل بعضها من اسوأهم كما هو شكري طماطم و كوسة و غيرهم . فهو يهون من قيمة التعويضات التى دفعت من خزينة الشعب الليبي في لوكربي من خلال تسويق عبقرية " البدري" صديقه وزير النفط في انه سيعوضها من امتياز نفطي واحد،و كأن النفط الليبي ليس الا حكراً على القذافي و اعوانه و لا يملك الليبيون فيه شرو نقير. من الذي لا يعرف كيف يبيع النفط ليعوض خسارات رهانات القذافي و جنونه يا سيد شلقم؟ و سوق النفط معروف و تتسابق الشركات لنيل الامتيازات في ليبيا و ذلك ما جعل سيف الاوهام يفرض نسبةً على كل امتياز ليجمع المليارات لنفسه و من خلال شخصياتٍ كوزير النفط "شكري طماطم " و من قبله؟!! ام انه لازال" الاخ القائد" كما تدعوه؟
 لا يريد الشعب الليبي ان يذكر كل عهدكم حتى و ان قبلكم الغرب ، فليبيا لم تعقم و لن تعقم ان تنجب جيلاً وطنياً  خيراً من جيلكم الذي لم يعرف الا تبذير اموالنا على جرائم القذافي ضد البشرية و لم يُعوَّض الليبيون بعد عن جرائمه في حقهم. لا تحاول تلميع صورة " اصدقاءك" و صورتك فالليبيون مقتنعون ان المال و النفط وحده هو ما ابقى القذافي و ابقاكم في الحكم و لو كانت ليبيا دولة فقيرة لما استطاع ان ينشر الارهاب و القتل و الترويع في العالم. و لو كانت لكم حنكة سياسية او دبلوماسية  او كان لكم تأثير ايجابي  على القذافي ،لما تكبد الشعب الليبي كل تلك السنين العجاف و دفع من دمه و عرقه و بؤسه ثمن جرائم القذافي الذي كنتم ـ و باعترافك شخصياًـ اركان حكمه و سدنة معبده. لا تحاولوا خداعنا مرة اخرى فلقد تحررنا من خوفنا و لن نركن الى ركن هاوٍ و لن نبني حريتنا و مستقبلنا على شفا جرفكم الهاري.
و الله من وراء القصد
عبد الله الساحلي / باحث في الدراسات الاستراتيجية
18 يوليو 2011

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews