مصطفى الرعيض: متسلقون وثوار


تهمة التسلق أصبحت موضة هذه الأيام، وصارت من أكبر التهم المتدوالة بين الخصوم السياسين، وأصحاب الأغراض الخاصة، وراح البعض ينبش في ملفات الخصوم عله يظفر بطعن خصمه لتخلو له الساحة من المعارضة والخلاف.
انتقلت تهمة التسلق الى حالات اقصاء وفرض الرأي الواحد، وضاق فضاء الثورة وأجواء الحرية في صدور الاقصائيين" من كل التيارات" حتى رأوا أنفسهم أنهم الأجدر بالولاية والوصاية على الثورة.
صارت التهمة أخطر من الإرهاب، وأكثر  ضرراً من الارتهان لدى الأجنبي، والهم الوحيد الشاغل في أذهان من تعودوا على التمحور على خصم يلقون عليه الحمل.

مصيبة الاتهام بالتسلق أنه فضفاض الكل يلقي عليه مقاسه واجتهاده، فمنهم من جعله في دعاة الاصلاح السابقين، ومنهم من أطلقه على طبقة التكنوقراط البارزين، ومنهم من حصره في مخالفيه، كما أختاره البعض بحسب الحاجة والظرف.
الأخطر في الموضوع أن نتركه لاجتهاد الخصوم ثم ننطلق نصدقهم، دون أن نتفق على ضبطه بمعايير ومواصفات وفق قرار أو قانون يخضع له الجميع، حتى نترك هذا التناحر والتنابز وحرق الرموز،  ونهتم بمصير الوطن ونهضته.
أنه ضيق الأفق، هو الذي جعلنا عاجزين على التعايش مع المخالف تحت سقف الوطن، وضاقت بنا السبل عن ايجاد مشاريع مشتركة وبرامج عمل نصلح بها الوطن لنقله لمصاف الدول المتقدمة التي يعيش في كنفها المواطن بممارسة حريته وأداء حقوقه وصار التوجس من بعضنا، والتخوين هو السائد.
لا أشك في أن تهمة التسلق ستنقلب على مستخدميها، وسيتجاوزها الوطن وتصبح من التاريخ فعهد الوصاية قد ولًى والمواطن يدرك وعلم علم بالوطني المخلص، والنفعي المتسلق فعين المواطن أصبحت بصيرة لا يساق بالدجل أو بالدعايات الرخيصة.
وأنه يكفي مشاحنات ولنبدأ العمل.
مصطفى الرعيض

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews