فاطمة أبو بكر عامر: الثورة بين الحاضر والمستقبل


إن تراب ليبيا بين الشرق والغرب بين الشمال والجنوب بينالجبل الأخضر والجبل الغربي ارتوى بدماء أجدادنا في الماضي وما زال يرتوي بدماءشبابنا في الحاضر الذين ضحوا بأرواحهم في ثورتنا هذه دفاعا عن أرضهم وشعبهم من اجلالحرية والكرامة.
عندما قامت ثورة السابع عشر من فبراير جاء زبانيةالقذافي يعرضون المال على أبناء الشعب مقابل عدم الخروج في المظاهرات السلميةلكنهم رفضوا أن يبيعوا أنفسهم لهذا الطاغية وعزموا على أن يقدموا أنفسهم شهداء فيسبيل تحير الوطن.

هذا الموقف العظيم الذي سجله التاريخ جعلنا نتذكر شيخالشهداء المجاهد "عمر المختار" في زمن الاستعمار الإيطالي عندما قبضالإيطاليون عليه ونقلوه إلى بنغازي حيث تمت محاكمته هناك وقبل المحاكمة جرتمساومته من طرف الجنرال "غرسياني" لكنه رفض أي مساومة على حقوق شعبليبيا وترابه وفضل الموت على أن يبيع شعبه ثم ردد قائلا مقولته التي أصبحت شعارالثورة وسلاحها "نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت" وتم تنفيذ الحكم عليهبالإعدام شنقا واستشهد في ذلك اليوم سنة 1933 ودفن جثمانه الطاهر في منطقة سلوققرب مدينة بنغازي
لقد كان عمر المختار رمزا للجهاد لا لأنه مجرد قائدميداني يقود المعارك بل لأنه تجسدت فيه صفات القائد المثلى وهي الشجاعة والفروسيةورجاحة العقل وعفة اللسان ولن ننسى أبرز معاركه التاريخية في بير قندولة (جنوبالبيضاء) –وادي الكهوف- معركة الكفرة.
عندما شاهدنا مصراتة مدينة الصمود بيوتها وجوامعهاومبانيها تهدم ونساؤها وأطفالها وشيوخها تقتل ورغم الدمار الهائل الذي يعم المدينةبالكامل لم تنكسر إرادة ثوارها بل وقفوا صامدين في وحه كتائب الطاغية بقوة وعزيمةوإيمان وإرادة وقلة سلاح يحققون ضد الطاغية وكتائبه انتصارات عظيمة
إن مصراتة التي شهدت عدة معارك محتدمة جعلتنا نتذكر ابنهاالمجاهد المناضل "محمد سعدون اشتيوي السويحلي" وهو الأخر الأصغر للمجاهد"رمضان السويحلي" فقد عرف هذا المجاهد بالفروسية والشجاعة والصراحةوصلابة الإرادة وهي صفات خولته لأن يكون رئيسا للمجلس الوطني وكتائب المجاهدين فيخطوط المناطق الشرقية من طرابلس فخاض بجنوده معارك ضارية. ومن أبرز معاركه التيسطرها التاريخ هي ساحل مصراتة –السبت الدامية- -عين كعام- السلحبية- النقازة.وكانت آخر معركة له هي معركة المشرك التي استشهد فيها بتاريخ 4/مايو/1923 ودفنجثمانه في منطقة السدادة بالصحراء.
وهكذا كان شأن ثوار طرابلس الأحرار في جميع مناطقهافشلوم-سوق الجمعة- عرادة-ساحة الشهداء وأبطال الزاوية –الزنتان-سبها- زليطن- ومدنالجبل الغربي. لقد كانت بيوتهم تهدم وعائلاتهم تخطف والخطر يحاصرهم من جميع الجهاتومع ذلك فقد استطاع أبناء هذه المدن الصمود بكل صبر وثبات وشجاعة في وجه كتائب هذاالطاغي والإطاحة به وبمرتزقته في سبيل تحير وطنهم. فسبحان الذي قدر لهؤلاء الأحفادأن تختلط دماؤهم بدماء أجدادهم الطاهرة وأن يكون ذكرهم موصولا بذكر سليمانالباروني – وعون سيف المحمودي- وخليفة بن عسكر- وفرحات الزاوي- وأحمد الرعيض-ورمضان السويحلي
إن ثورة السابع عشر من فبراير ارتبطت ارتباطا وثيقابالماضي من حيث الفكر والمبدأ فثورانا الذين نراهم اليوم على جميع الجبهات الشرقيةوالغربية هم أناس مدنيون من جميع فئات المجتمع وطبقاته منهم الطالب والمعلموالطبيب والمهندس اجتمعوا على حب الوطن رغبة في تحريره وتطهيره من الظلم وشوائبهمن اجل الحرية والكرامة ونيل وسام الشرف.
هنيئا لليبيا ببطولات تاريخية سطرها الأجداد وأحياهاالأحفاد وسوف تتغنى بها الأجيال عبر العصور

فاطمة أبو بكر عامر

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews