الثورة الليبية من الروية الىتحقيق الاهداف
برنامج مقترح
د.فتحى حمد بن شتوان
المقدمة
ان سر استمرار الثورة الشعبيةالليبية هو ان جذورها ودوافعها ومحركاتها داخلية بحثة فلم تكن وليدة دوافع خارجيةاو ايدلوجية، ولكنها كانت ردا على المعناة والواقع المرير الذى يعيشه الشعبواستجابة الى مبادى الحرية والدمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها من المبادىالمترسخة فى وجدان الشعب الليبى. وقد رد النظام على هذه الثورة االسلمية بعنفمنقطع النضير وامعن فى الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد والتدمير والاغتصاب لكسرارادة الشعب واخضاعه، وتحولت الثورة الشعبية السلمية الى ثورة مسلحة وكفاح مسلح مناجل تحرير الارض وبناء ليبيا الدمقراطية الحرة واصبح ثوار 17 فبراير هم وقودالثورة وقادتها، فهم شباب ثورة المعلومات ,وكما استعملوا سلميا ادواتها ومقدراتهابكل كفاءة فى كسر الحصار الاعلامى، وفضح النظام والمناداة بالثورة والتغيير، فانهمعند الحاجة امتشقوا السلاح واستخدموا ادوات ووسائل الحرب فى الدفاع عن انفسهموتحرير ارضهم، وابدعوا ابداعا كبيرا فى التخطيط العسكرى وحرب العصابات والمدنوحققوا انتصارات عظيمة فى دحر قوات النظام وتحرير الرض، لاكن التحديات التى تواجهالثورة كثيرة ومتشعبة، وقد كان التشكيل المبكر للمجلس الوطنى الانتقالى استجابتاسريعة لمواجهة هذه التحديات.
لاكن الرغبة فى التحريروالتغييرغير كافية لتحقيق النصروتحريرالارض، والتحول لدولة دمقراطية حرة. فالضرورة تقتضى وقفة تقييم للثورة ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها وما تواجههمن تحديات وما يتاح لها من فرص، ووضع برنامج عام للثورة عبر مراحلها المختلفة يعمل بشكل مباشر على تحقيق روية الثورةواهدافها.
اسباب ومقدمات الثورة
هناك مجموعة من الاسبابوالمقدمات التى ادت فى مجملها الى قيام الثورة الشعبية وتحقيقها لهذه النجاحاتالباهرة، نذكر منها:
(1) انفصال النظام عن الواقع: النظام يعيش حالة انفصالكبيرة عن الواقع، بين مايعلن من مبادى الحرية وسلطة الشعب والعدالة الاجتماعية، وشعاراتالسلطة والثروة والسلاح بيد الشعب، وبين الواقع المعاش المتصف بالكبت ومصادرة الحرياتوالاستغلال والفساد والفقروغيرها والذى خلق فراغ كبير بين مايعلن ويتم الدعاية لهوبين الواقع المعاش.
(2) التحيز الكامل للتخلف وترسيخه (الخيمة تنتصر علىالقصر):عدم رغبة النظام من تقديم اى نموذج للتحول الاقتصادىوالاجتماعى، وايقاف كل خطط التنمية وعدم تحقيق الاهداف التنموية فى التعليموالرعاية الصحية ومكافحة الفقر وعدالة التوزيع وغيرها، وابقى ليبيا دولة متخلفةوفقا لكل مقاييس التنمية بالرغم من الطفرة النفطية، فليبيا حكومة غنية لشعب فقير.
(3) نشر الفساد والافساد الممنهج: نشر النظام الفساد الاقتصادىوالمالى والاخلاقى الى ان وصل الى مقاييس لامثيل لها، واستخدمه كاداة لاخضاع الناسوالتحكم فيهم وتوجيههم، وترسيخ تخلف المجتمع، ومكنهم من جمع ثروات هائلة (نراهاالان منتشرة فى كل انحاء المعمورة).
(4) استخدام سياسات التفريق والتمزييق (فرق تسد): وهى سياسة استعمارية قديمة، وقداعتمد فى ذلك على نشر القبلية والجهوية والانتماء القبلى، ونشر الفتن بين القبائل،وتحريضهم بعضهم على بعض، كما استعمل كثير من الشعارات التى تبدو للوهلة الاولىكاشعارات ثورية لتفريق الناس ونشر الفتن بينهم، مثل شعارات البيت لساكنه والتجارةظاهرة استغلالية، وشركاء لااجراء وغيرها.
(5) سياسة التخويف والرعب والارهاب: سياسة اتخذها النظام منبداياته الاولى وهى تعتمد على نشر اجهزة الامن فى كل مكان ومتابعة الناس وايهامهمبانهم مراقبين، ونشر الارهاب والرعب فى النفوس بالقتل والاعدامات فى الشوارعوالمياديين العامة.
(6) الكبت ومصادرة الحريات وقتلكل اشكال التعبير والابداع واغلاق كل ابواب التداول السلمى للسلطة (توريث الابناء)،بالاضافة الى ابشع اساليب القمع والتشريد والتعذيب والقتل التى قام بها ضد معارضيهواتباعه على حدا سواء.
(7) ان مايحصل فى ليبيا تجاوز كلمقاييس الدكتاتورية والاستبداد والقهر الى الحكم المالك الذى يملك كل شى الارض ومنعليها، وتحول نظام الحكم الى استعمار محلى (ولعله خارجى) واصبحت العلاقة بين الشعبوالحاكم هى علاقة بين الشعب ومستعمره.
(8) لقد فشلت كل اشكال المعارضةوالتيارات السياسية الليبية فى اختراق الواقع الليبى المزرى، وتحقيق اى نوع منالتغيير بالرغم من المحاولات المتعددة والمجهودات الكبيرة التى بذلت.
(9) مع انتشار ثورة المعلومات بداالشباب فى الانتقال الى الفضاء المعلوماتى وشبكات التواصل الاجتماعى وزادت نسبةاستخدامهم لها فارتفع وعيهم السياسى والمعرفى وزادت معرفتهم بواقعهم، وقد ادى هذاالواقع الافتراضى الى فسحة كبيرة فى الحرية مقارنة بالواقع الحقيقى حيث القمعومصادرة الحريات.
(10) اجتاحت الوطن العربى موجة منالثورات الشعبية بعد الفشل فى اجراء اى اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تتجاوبمع تحديات العصر، والوضع المزرى والمتخلف فيها، وكانت الشرارة الاولى من تونسوبنجاحها اعطت قوة معناوية عالية واصبحت تمثل الدرس المستفاد. ثم خرجت الثورة منمصر واعادت للاذهان دور مصر القيادى، واعطت للثورة الشعبية العريبة قوة وزخمكبيريين.
(11) اطلت الثورة الليبية من بينالثورتيين فى تونس ومصر بثورة شعبية سلمية اذا ماقورنت بنموذج الثورتيين فى تونسومصر، فانها قد انجزت مهامها فى وقت قياسى، اذ سقط النظام سياسيا واخلاقيا ورمزيا من الاسبوع الاول منقيامها.
(12) ان سر نجاح الثورة الشعبيةالليبية هو ان جذورها ودوافعها ومحركاتها داخلية بحثة فلم تكن وليدة دوافع خارجية اوايدلوجية، ولاكنها كانت ردا على المعناة والواقع المرير الذى يعيشه الشعب واستجابةالى مبادى الحرية والدمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها من المبادى المترسخة فىوجدان الشعب الليبى.
(13) رد النظام على الثورة الشعبيةالسلمية بعنف منقطع النضير وامعن فى الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد والتدميروالاغتصاب لكسر ارادة الشعب واخضاعه كانه يريد ان يقول لهم "اصبرو علىدكتاتوريتى وظلمى ونهبى لاموالكم لانها اقل كلفة من الثورة على والتى ستكلفكمحياتكم وحباة اولادكم ودمار بلادكم وحرق نفطكم" اى اراد ان يقول "ان عبوديتكم اقل كلفةمن حريتكم" ولكن الشعب اصر على نيل حريته وكرامته واعتبر ان ثمن الحريةثمنا باهضا مطلوب للدفع ولاكنه سيضل دائما اقل من ثمن العبودية والقهر والتخلف.
(14) تحولت الثورة الشعبية السلميةالى ثورة مسلحة وكفاح مسلح من اجل تحرير الارض وبناء ليبيا الدمقراطية الحرة واصبحثوار 17 فبراير هم وقود الثورة وقادتها، فهم شباب ثورة المعلومات، وكما استعملواسلميا ادواتها ومقدراتها بكل كفاءة فى كسر الحصار الاعلامى، وفضح النظام والمناداةبالثورة والتغيير، فانهم عند الحاجة امتشقوا السلاح واستخدموا ادوات ووسائل الحربفى الدفاع عن انفسهم وتحرير ارضهم، وابدعوا ابداعا كبيرا فى التخطيط العسكرى وحربالعصابات والمدن وحققوا انتصارات عظيمة ستتوج باذن الله بالنصر وتاسيس دولة ليبياالدمقراطية الحرة.
(15) لقد اخرجت لنا الثورة الشعبيةاحسن مافى الشعب الليبى من الشجاعة والتضحية والمروءة والحب والايثار والنجدةوالتسامح والمهارة والابداع واخرج النظاماسو مافيه من الحقد والكراهية والجهل والسرقة والنهب والضرب والتعذيب والقتلوالتدمير.
مراحل الثورة
الثورة الشعبية الليبيةالمسلحة يمكن تقسيمها الى ثلاثة مراحل مترابطة، وكل مرحلة من مراحلها تتميز بطبيعتها،والياتها، وادوارها، وادواتها الخاصة بها، وهى مرحلة التحرير، والمرحلة الانتقاليةومرحلة البناء.
أ- مرحلة التحرير
وهى المرحلة الممتدة من بدايةثورة 17 فبراير الى ان يتم تحرير الارض وانتهاء النظام. وتعتبر من اخطر المراحلواكثرها تكلفة، اذا يعتمد نجاح الثورة بشكل كبيرعلى نجاح هذه المرحلة. ويلعبالثوار الدور الرئيسى فى هذه المرحلة بالاضافة الى ضرورة وجود حكومة تحرير تديرهذه المرحلة (المجلس الوطنى الانتقالى).
ب- المرحلة الانتقالية (مرحلةالبناء الدستورى)
وتبدا هذه المرحلة بسقوطالنظام الى بداية قيام دولة ليبيا الحرة بسلطاتها ومواسساتها الدستورية الدائمةويتم فيها البناء الدستورى ونقل البلد الى وظعية دستورية مكتملة. ويدير هذهالمرحلة مجلس رئاسة انتقالى وحكومة انتقالية.
ت- مرحلة البناء
وهى المرحلة النهائية التىتبدا مع انتهاء الانتخابات وتسلم اول السلطات الدستورية الحكم. وفيها يتم بناءليبيا الجديدة وبلورة نموذج جديد للتحول السياسى والاقتصادى والاجتماعى وتحقيقالنمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الرويةوالاهداف
الثورة الشعبية يجب ان تلزمنفسها بصياغة روية مشتركة وواضحة ومحددة، فالرغبة فى التحرير والتغيير لابد ان تسبقهاروية واضحة لاتجاه الثورة، والتى تحول الى اهداف فتعطى المعنى والاتجاه لهذا التغيير، فالروية والاهداف تتجمع حولهما ارادةالشعب، وتكون زاد له فى كفاحه وتضمن عدم الانحراف عنها او الاختلاف عليها وضياعجهد ونضال الليبيين.ويمكن صياغة روية الثورةالشعبية الليبية كالات
الروية
مستقبل يكون فيه الشعب الليبىقد حرر ارضه وحقق حريته، واصبح سيد قراراته واختياراته السياسية والاقتصاديةوالاجتماعية، مستقبل تعود فيه ليبيا الى نفسها وتتصالح مع ذاتها ,مستقبل نحقق فيهالدمقراطية والعدالة الاجتماعية,ونجمع فيه بين وطنيتنا وعروبتنا واسلامنا، مستقبلنحقق فيه امننا ,ونبنى اقتصادنا وصولا للرفاهية، مستقبل نبنى فيه علاقاتنا وفقالسيادتنا ومصالحنا وقيمنا، كل ذلك فى اطار دولة ليبية دمقراطية حرة، دولةالمواسسات والقانون، دولة الشفافية والتداؤل السلمى للسلطة والتى ينظمها ويواطرهاالدستور والقوانيين التى يصنعها الشعب.
الاهداف
يمكن تحديد عشرة اهداف رئسيةللثورة (الاهداف العشرة للثورة)
(1) تحرير الارض واسقاط النظام.
(2) تحقيق الحرية ليصبح الشعب سيدقراراته واختياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
(3) تحقيق المصالحة الوطنية.
(4) تحديد معالم النظام السياسىوالاقتصادى والاجتماعى الجديد.
(5) اقرار الدستور والقوانيينوالتشريعات الجديدة.
(6) تحقيق الدمقراطية والعدالةالاجتماعية.
(7) بناء الاقتصاد وتحقيقالرفاهية.
(8) الوصول الى دولة القانونوالمؤسسات والشفافية والتداول السلمى للسلطة.
(9) تحقيق الامن وبناء جيشقوىوموسسات ا منية منظمة.
(10) بناء العلاقات الخارجية وفقاللسيادة والمصالح والقيم.
نقاط القوة التى يمكن ان يبنى عليها
(1) شرعية الثورة الشعبية وعدالةقضيتها كشعب يكافح من اجل التحرر من الظلم والاستبداد والاستغلال والقهر، وبناءدولته الجديدة.
(2) وحدة صف الشعب واصطفافه خلفمبادى واهداف ثورته.
(3) المقاومة السلمية للنظام فىالمدن غير المحررة.
(4) انتشار جيوب المقاومة المسلحةفى المدن غير المحررة.
(5) الحفاظ على الصورة السلميةالناصعة للثورة.
(6) صلابة ارادة الليبيين والثواروتصميمهم على التحرير والتغيير.
(7) رفض السقوف الواطئة اوالاصلاحات فى النظام والاصرار على اسقاط النظام.
(8) استعمال الشعب والثوار للفضاءالمعلوماتى الواسع وشبكات التواصل الاجتماعى.
(9) سيادة منطق المغالبة لاالمطالبة عند الثوار.
(10) الوعى باجنحة النظامومخططاته.
(11) روح التسامح عند الثواروالمحافظة على الارواح.
(12) انشقاق المسؤليين وافرادالكتائب وانظمامهم للثوار.
(13) حصول الثوار على الاسلحةوالذخائر.
(14) تدريب الثوار على مختلف انواعالاسلحة.
(15) انظمام كثير من افراد الجيشوالقوات المسلحة للثوار.
(16) تحرير عدة مدن ليبية منالنظام.
(17) تكبد الكتائب خسائر كبيرة.
(18) الاسراع من البداية فى تكويينالمجلس الوطنى الانتقالى.
(19) وقوف كل الليبيين خلف الثواروالمجلس الوطنى.
(20) اعتراف كثير من دول العالمبالمجلس الوطنى.
(21) وحدة الهدف عند الليبيينالمتمثلة فى وحدة الروية والاهداف.
نقاط الضعف التي يجب التركيز عليها وتصحيحها
(1) طرح المطالب الاقتصاديةوالاجتماعية زمن الحرب.
(2) تخويين بعض الناس والاحزاببعضهم لبعض بقصد الاقصاء والاستحواذ والسيطرة.
(3) هرولة بعض الانتهازيين نحوالسلطة.
(4) فقدان الثقة بين بعضالسياسيين وبداية حروب الاقصاء.
(5) اصطفاف بعض الانتهازيين خلفالجهوية والقبلية والايدلوجية لبناء مراكز قوة مبكرا,
(6) الخوف الشديد من النظام وعدمالاستعداد للتضحية فى بعض المناطق.
(7) ثقافة الاستسلام للامر الواقعوالتواكل فى بعض المدن غير المحررة.
(8) تحكم مجموعات من قياداتالنظام فى مناطقهم او قبائلهم.
(9) استعجال النتائج وعدم احتمالتكلفة الثورة عند البعض.
(10) اساءة استخدام الحرية والسلاح.
(11) عدم التسامح وروح الانتقام عند البعض.
(12) انتشار السلاح وتكويين بعض المجموعات او المليشيات المسلحةعلى اساس قبلى او ايدولوجى.
(13) عدم توفر الاسلحة والامكانيات العسكرية فى بعض المناطق.
(14) عدم توفر الخدمات اللوجستية.
(15) قلة الخبرة فى استعمال السلاح وعدم وجود تدريب فى بعض المناطق.
(16) ضعف الامكانيات المادية للصرف على العمليات العسكرية والاراضىالمحررة.
(17) الاعتماد الكبير على النيتو فى ضرب معدات واليات النظام.
(18) اللجو فى بعض الاحيان الى المطالبة لا المغالبة.
(19) تشتت الثوار وعدم وجود تنظيم موحد يربطهم.
(20) عدم وجود قيادات للثورة.
(21) تعدد المتحدثيين بسم الثورة والثوار.
(22) عدم وجود خطة اعلامية او اعلام للثورة.
(23) تداخل اعمال المجلس والثوار.
(24) لم يرقى تنظيم المجلس الانتقالى الى مستوى طمواحات الشعب.
(25) لم يتم التركيز الكافى على مسالة تحرير الارض والدفاع عنهاومساندة الثوار.
(26) الفشل فى خلق مصادرللتمويل من الموارد والامكانيات المتاحة.
(27) عدم وجود خطط وتقارييرمعلنة حتى يمكن تتبع اداء المجلسوالاجهزة التابعة له.
(28) عدم توسيع دائرة الاستفادة من خبرات الليبيين فى المجالاتالمختلفة مما ادى الى ضعف فى ا لاداء.
(29) كثرة الخلافات بين اعضاء المجلس.
(30) الخلط بين المراحل المختلفة للثورة.
التحديات والتحرك المناسب تجاهها
(1) تحدى الثقافات والممارساتالتى خلفها النظام مثل الفساد والفتن والولاء الجهوى والقبلى وثقافات الاقصاءوالاستحواذ والتامر.
(2) التحدى الاعلامى: التعبية الشاملة من اجلتحرير الارض وبناء ليبيا الحرة.
(3) تحدى الموارد والتمويل: تسييل بعض المواردالمجمدة وخلق مصادر للتمويل.
(4) تحدى دحر كتائب النظام وتحريرالارض (التحدى العسكرى).
(5) تحدى المصالحة الوطنية: يعتبر من اهم التحديات التىتواجه الثورة، حيث احيكت ضد الشعب كل مؤامرات التمزييق والتفرييق والاقتتال.
(6) التحدى الامنى: المحافظة على الامنوالاستقرار.
(7) تحدى ثقة المجتمع الدولىفى قدرة الثوار والمجلس الانتقالى علىتحرير الارض والانتقال السلمى بليبيا الى دولة دمقراطية مستقرة.
(8) تحدى البديل السياسىوالاقتصادى الجديد وهو الانتقال الامن من نظام الحكم الحالى الى النظام الجديد.
(9) تحدى العلاقات الخارجية.
(10) تحدى بناء ليبيا الجديدة وهومن اكبر التحديات التى ستواجهها البلاد.
الفرص التى يمكن للثورة بما لديها من قوة انتغتنمها
(1) فقدان النظام للشرعية بعد جرائم الحرب والجرائم الانسانيةالتى ارتكبها فى حق الشعب.
(2) وقوف الراى العام العربىوالدولى مع قضية الشعب الليبى.
(3) قرارى الامم المتحدة رقم 1970و 1973 والقاضيين بتجميد الاموال والحضر الجوى وحماية المدنيين.
(4) وقوف حلف النيتو وخاصة فرنساوبريطانيا والولايات المتحدة مع الشعب الليبى وتدميره لكثير من امكانيات النظامالعسكرية .
(5) المساعدات الانسانية من المنظمات والجمعيات العربية والدولية.
(6) استعداد بعض الدول للمساهمةفى التمويل.
(7) استعداد بعض الدول لفك بعضاموال ليبيا المجمدة.
(8) استعداد بعض الدول لتسليحالثواروتدريبهم والمساعدة فى بناء الجيش الوطنى.
(9) قرار المحكمة الدولية بالقبضعلى اقطاب النظام.
(10) تحويل جميع التحديات الي فرص بفعل الاستراتجية.
بتحلييل وتقييم الضروفالداخلية للثورة والمتمثلة فى نقاط القوة فيها والتى يمكن ان يوسس عليها البرنامجونقاط الضعف التى يمكن تصحيحها من خلاله، والضروف الخارجية المتمثلة فى التحدياتالتى تواجهها الثورة والتحرك حيالها، والفرص التى يمكن للثورة بما لديها من قوة انتغتنمها، واهتداء بروية الثورة واهدافها فى مراحلها المختلفة، نقترح البرنامجالعام الاتى.
البرنامج العام
تقسيم الثورة الشعبية الىثلاثة مراحل مترابطة كلا منها لها طبيعتها، والياتها وادواتها الخاصة وهى مرحلةالتحرير والمرحلة الانتقالية ومرحلةالبناء، يراعى عدم الخلط بين هذه المراحل وعدم ترتيب التزامات بين كل مرحلة والتىتليها الا فى حالات الضرورة القصوى.
مرحلة التحرير
(1) اعتبار شباب 17 فبراير هموقود الثورة وقادتها ويلتف حولهم الشعب من اجل تحرير الارض وبناء ليبيا الجديدة.
(2) تشكيل قيادة موحدة او مجلسلثوار 17 فبراير وقيادات فرعية فى المدن، تقوم بمتابعة عمليات تحرير الارض، ومراحلوخطوات الثورة، وتصيغ روية واهداف الثورة وتتابع تحقيقها حتى لايتم الانحراف عنهااو الاختلاف عليها او اجهاضها وينتهى عملها بقيام اول حكومة دستورية.
(3) الوقوف خلف مبادى واهدافالثورة وعدم الصف خلف الجهوية والقبلية، وكذلك الايدلوجيات فى مرحلة التحرير.
(4) اعتبار المجلس الوطنىالانتقالى هو الممثل الوحيد للشعب الليبىفى مرحلة التحرير ومتابعته وتقييم ادائهواداء الاجهزة التابعة له، ونبذ جميع الخلافات حتى يتحرر كامل التراب الليبى.
(5) تنظيم المجلس الوطنىالانتقالى وما يتبعه من اجهزة تنفيذية بحيث تمثل حكومة تحرير (حكومة حرب) تتكون منمجلس رئاسة وحكومة تنفيذية تديرمعركة التحرير على كامل التراب الليبى ويعتبراقتصادها اقتصاد حرب (أى تدير مرحلة التحرير).
(6) تنظم الحكومة بحيث تستخدماحدث التقنيات وتستعيين بافضل القدرات الليبية وتوسيع دائرة المشاركة لتشمل كل القادريينمن اجل زيادة الفعالية ومعدلات الاداء.
(7) وضع خطة متكاملة لاقتصادالتحرير(اقتصاد حرب) على مستوى ليبيا يتناول كل القطاعات وفيه يتم تركيز كلالموارد والامكانيات البشرية والمادية على تحرير الارض والمحافظة عليها حتى يتمتحرير كامل التراب الليبى، ويمؤل باستخدام الموارد الليبية المتاحة والمجمدة، وخلقالبرامج التمويلية المختلفة، وجمع التبرعات والمساعدات والقروض، وهو يوجه مواردهمباشرة لتحرير الارض ويقتصد فى اوجه الانفاق الاخرى.
(8) تصميم الأليات والتقارير التىتضمن الشفافية وتتبع اداء القطاعات المختلفة وقيام المسؤليين بعرض الخطط وتتبعالاداء.
(9) الوقوف صفا واحدا مع الثواروالمجلس الوطنى لتقوية الارادة والتصميم على الكفاح السلمى والمسلح والحفاظ علىالصورة السلمية الناصعة للثورة ودحر محاولات النظام كسر الارادة بالقمع والبطش.
(10) الرفض الكامل للسقوف الواطئةوالاصرار على التغيير الجذرى نحو ليبيا الحرة ومساندة روح المغالبة وتحرير الارض.
(11) دعوة كل المسؤليين فى النظاموكتائبه وقواته المسلحة للانشقاق عليه والانظمام للثورة والمشاركة فى تحرير الارضوالتحول السياسى والاقتصادى والاجتماعى الجديد.
(12) تكثيف العلاقات مع المجتمعالدولى وخاصة الاقطار العربية ودول حلف النيتو وكسب ثقتها فى القدرة على التحريروبناء ليبيا الجديدة بالتخطيط والادارة الكفؤة وزيادة الفعالية ومعدلات الاداءلتحقيق اهداف الثورة.
(13) اعداد جيش التحرير الوطنىبحيث يقبل متطوعيين من جميع مناطق ليبيا ويسلح باحدث انواع الاسلحة ويدرب الثوارعلى حرب العصابات والمدن ويدفع بهم الى مياديين المعركة فى المناطق والمدنالمختلفة.
(14) اعتبارليبيا ارض واحدةوالمعركة معركة واحدة لا تتجزاء واستخدام الاراضى المحررة للتعبئة الشاملة من اجلتحرير بقية المدن غير المحررة والتى لا يترك امر تحريرها لسكانها فقط.
(15) الوعى والفهم الكامل للنظامواساليبه ونقاط قوته وضعفه وتسديد الضربات الموجعة الى مراكز ثقله وعدم الدخول فىالمعارك الجانبية التى يجرنا اليها.
(16) وضع خطة عسكرية لتحرير المدنغير المحررة وفك الحصار على المدن المحاصرة والتنسيق الدائم مع حلف النيتولضربكتائب النظام ومعداته العسكرية وخاصة تلك التى تسبب خسائر كبيرة فى الارواح.
(17) التركيزفى مرحلة التحرير علىالحصول على الاسلحة والذخائر بكل الوسائل الممكنة والتدريب المكثف للثوار واستخدامالتخطيط العسكرى والتقنيات الحديثة وحروب العصابات والمدن لدحر الكتائب وتحريرالارض.
(18) تبنى العمل السرى وحربالعصابات فى المدن غير المحررة والتنسيق مع ثوارالمدن المحررة والمجلس العسكرى مناجل تحريرها.
(19) تنظيم المقاومة المسلحة فىالمدن غير المحررة واستمرار المقاومة السلمية فيها وذلك بعدم اطاعة النظام والخروجعليه ورفض تحكمه فى الحياة العامة وايقاف كل الانشطة مثل العمل والتعليم وغيرها.
(20) تسامح الثوار والشعب مع كتائبالنظام المستسلمة ومعاملة الاسرى معاملة حسنة وتشجيعهم على الانضمام للثوار ونبذروح الانتقام واساءت استخدام السلاح.
(21) التزويد المستمر والمنظملجبهات القتال بالاسلحة والذخائر والمؤن وعمل مخازيين استراتجية منها.
(22) اعلان حالة التعبئة العامةللمشاركة والمساندة والمساعدة فى عمليات القتال لتحرير الارض والدفاع عنها وكذالكالخدمات الطبية وتوفير المؤن والاسلحة وغيرها.
(23) استخدام المدن المحررةوالشقيقة والصديقة لتعبئة الموارد اللازمة للتحرير، وعلاج وتطبيب الجرحى، وتدريبالثوار، وايواى اللجئين وتوفير المؤن وغيرها من الخدمات الاخرى.
(24) دعوة الجمعيات الاهليةومنظامات المجتمع المدنى لمساعدة المدن المحاصرة وتقديم كافة انواع الدعم.
(25) استخدام الفضاء المعلوماتيوشبكات التواصل الاجتماعى بشكل مكثف كاداة رئيسية من ادوات الثورة والثوار.
(26) اعداد برنامج اعلامى مكثفتستخدم فيه جميع وسائل الاعلام الممكنة مسموعة ومكتوبة ومرئية والفضاء المعلوماتىوشبكات التواصل الاجتماعى لفضح جرائم النظام ومخططاته وتوضيح رسالة الثورةواهدافها وطبيعتها السلمية، والتعبيئة الشاملة من اجل تحرير الارض وبناء ليبياالدمقراطية الحرة.
(27) اعادة تكويين موسسات امنيةمنظمة ومنضبطة تقوم بحفظ الامن والاستقرار داخل المدن المحررة.
(28) عدم السماح بتكويين المجموعاتوالمليشيات المسلحة على اساس قبلى او ايدلوجى وانضمام كل المجموعات المسلحة للجيشالوطنى ومنع تداول واستخدام الاسلحة فى المدن الا من خلال الموسسات الامنيةالمختصة.
(29) محاربة ثقافات النظام المبنيةعلى الفساد والفتن والجهوية والقبلية والاقصاء والاستحواذ والتامر وسد الطريق امامالانتهازيين والمهروليين نحو السلطة
(30) العلاقات العربيية علاقاتاستراتجية تبنى على اساس ان ليبيا جزء من الامة العربية وامنها القومى ويتمالتركيز على الاقطار العربية المحررة والتى وقفت مع الشعب الليبى
(31) العلاقات الدولية تبنى علىاحترام السيادة والقيم وتبادل المصالح وتفضيل الدول التى وقفت مع الثورة فى تحرير الارض اولا وتقديم المساعداتثانيا.
(32) دعوة الدول للاعتراف بشرعيةالثورة وبالمجلس الوطنى كممثل وحيد للشعب الليبى.
(33) العمل على الحصول على اموالناالمجمدة وقروض لتمويل مرحلة التحرير.
(34) اعادة تكويين موسسة قضائية مستقلةلاتخضع لتاثير المجلس الوطنى (مبدا فصل السلطات).
المرحلة الانتقالية
(35) بعد سقوط النظام يقوم المجلسالوطنى بالاشراف على الانتخابات لترشيح 300 عضوء من جميع انحاء ليبيا لتكويينمايسمى بالموتمر الوطنى.
(36) يقوم الموتمر الوطنى باصداروثيقة الاعلان الدستورى وتشكيل مجلس الرئاسة الانتقالى والحكومة الانتقالية منالمشهود لهم بالوطنية والكفاءة لادارة المرحلة الانتقالية.
(37) تنظيم المرحلة الانتقاليةبحيث تدار بمجلس رئاسة انتقالى وحكومة انتقالية تعمل على نقل البلد الى وضعيةدستورية مكتملة (مرحلة البناء الدستورى).
(38) يشترط فى الحكومة الانتقاليةان لاترتب التزامات بعيدة المدى على الحكومات الدستورية التى تاتى بعدها وتهتمبمحو اثار الدمار التى خلفتها الحرب، والاهتمام باسر الشهداء والجرحى، واطلاق مشاريعالانعاش الاقتصادى والاجتماعى، والنظر فى قضاى المظالم، وتحقيق الامن والاستقراروالمصالحة الوطنية.
(39) تجميع السلاح من الجميع بدوناستثناء ووضع عقوبات صارمة على من يحمله، وتقوية الجيش وموسسات الامن وتحقيقالاستقرار والامن للجميع.
(40) قيام الشعب بالحوار الوطنىللمصالحة على اساس مبادى الوحدة الوطنية والاصطفاف خلف مبادى واهداف الثورةوالتسامح ونبذ الاقتتال وروح الانتقام و التفرق والتمزق وثقافة الاقصاء والاستحواذوالتامر ويصدرعن الحوار وثيقة المصالحة الوطنية.
(41) القيام بالمحاضرات والندواتالتثقيفية والتعبوية لبناء الفكر الجديد الذى يدعو الى الوحدة الوطنية وينبذالفساد ونشر الفتن والانتماء الجهوى والقبلى وممارسات وثقافات النظام.
(42) قيام الشعب بالحوار الوطنىالسياسى بين مختلف اطيافه للوصول الى توافق بخصوص النظام السياسى البديل ويصدر وثيقةتبين هيكلة النظام الجديد والطريقة التى يتم بها تحقيقه.
(43) تشكل هيئة دستورية بالانتخاب،تحضر مسودة الدستور والقوانيين والتشريعات وفقا لنتائج الحوار الوطنى وتعرضللاستفتاء.
(44) تضع الحكومة الانتقالية خطةمفصلة لايلولة السلطة للشعب وفق جدول زمنى محدد وضمان عملية التحول الامن.
(45) الدعوة لانتخابات عامة وفقاللدستور والقوانيين والتشريعات التى تم اقرارها والخطة الموضوعة لذالك وتحت اشرافوطنى وعربى ودولى.
مرحلة البناء
(46) يقوم بادارة مرحلة البناءالسلطة التى يختارها الشعب وفق البديل السياسى المتوافق عليه، وهنا تقوم السلطاتالمنتخبة بختيار نموذج البناء الاقتصادى والاجتماعى وفقا للدستور والقوانيينوالتشريعات التى اقرها الشعب.
البرامج المساندة التى تعملعلى تحقيق الاهداف والروية
مرحلة التحرير
(1) برنامج تنظيم المجلس الوطنىالانتقالى
(2) برنامج تنظيم القيادة الموحدةللثوار
(3) برنامج اعداد جيش التحريرالوطنى
(4) الخطة العسكرية لتحرير ليبيا
(5) برنامج عام لاقتصاد ليبيا زمنالحرب
(6) البرنامج الاعلامى
(7) برنامج الجمعيات والموسساتوالهيئات المساندة
(8) برنامج العلاقات الخارجية
المرحلة الانتقالية
(1) برنامج تنظيم المرحلةالانتقالية
(2) برنامج المصالحة الوطنية (الحوار الاجتماعى)
(3) البرنامج الامنى
(4) برنامج الحوار السياسى
(5) برنامج الدستور والقوانيينوالتشريعات
(6) الخطة العامة لايلولة السلطةللشعب
مرحلة البناء
برنامج متكامل للبناءالاقتصادى والاجتماعى لليبيا الجديدة
وهو مشروع ضخم يتناول نموذجالبناء الاقتصادى والاجتماعى الجديد
الخلاصة
وجود برنامج عام واضح المعالم فى وقت مبكر من قيام الثورة يعملكابداية على وضوح روية واهداف الثورة والتفاعل معها، والالتفاف حولها، والعمل مناجلها فتقوى الارادة وتزيد من قوة الدفع، ويعملايضا على تحديد المسار الافضل الذى يبدع الاليات والتصورات والبرامج التى تبنىالجسور وتسرع من عملية الوصول الى الاهداف وتحقيق الروية وبا قل التكاليف.
No comments:
Post a Comment