هدم ضريح سيدهم عبد الجليل
لا شك أنه قد طرق أسماعكم خبر ما قام به أفراد كتيبة أطلقت على نفسها اسم كتيبة التوحيد من حملة هدم واسعة للأضرحة والقباب المنتشرة في مدينة طرابلس حرسها الله . أخطأ أفراد هذه الكتيبة الوجهة فبدلا من التحاقهم بإخوانهم المرابطين في جبهتي سرت وبني وليد الذين هم في أمس الحاجة للنصرة، وجدناهم قد يمّموا وجوههم شطر الأضرحة لهدمها! أغلب هؤلاء الشباب كانوا قبل أيام ليست بالبعيدة يقفون بكل صراط يصدون الناس عن الخروج على ولي الأمر (معمر القذافي والد السلفي الساعدي القذافي!) ثم ها نحن اءلان نجدهم يفرضون رأيهم بالسلاح نفسه الذي رفضوا أن يحملوه في وجه الملحد معمر القذافي (ولي الأمر وقتئذ!(.
أتمنى أن لا أُفهم خطئا بأني قبوري ومن مريدي هذه الأضرحة التي تقام فيها الشركيات والعياذ بالله. كلا والله . فما فعله هؤلاء كان يجب أن يفعل من سنوات مضت. فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم في ءاخر ايامه أمته فقال فيما صح عنه : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) . بل روي عن عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعا أنه قال لأبي هياج الأسدي: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ " أَنْ لا تَتْرُكَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلا سَوَّيْتَهُ , وَلا تِمْثَالا فِي بَيْتٍ إِلا طَمَسْتَهُ " ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ .
فالهدم ليس محل الإشكال. ولكن لماذا هذا الوقت بالذات؟! أليس من الأجدى أن يهدم هؤلاء الشباب مفهوم تعظيم الأضرحة من قلوب ، نعم من قلوب،معتنقيها قبل أن يهدموا الأبنية؟! شباب ينقصهم فقه الحال (الواقع) والمآل (المتوقع) . أين سنة التدرج التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته؟! ألم يعلم هؤلاء المتنطعون أن الخمر حُرّم على أربعة مراحل؟! ألم يعلم هؤلاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أم المؤمنين : يا عائشة! لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة.
علموا العوام وفقهوهم بالتي هي أحسن؛ وستنقاذ قلوبهم إلى الهدي الإسلامي الحنيف. والتزموا أيها المتنطعون بسنة التدرج، واتركوا الهمجية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علّ الله يهدي بكم أقواما.
الهمجية في نبش قبر (سيدهم) المصري
ولكن الظاهر قد تجاوز هؤلاء المتنطعون المدى. وأعتقد أن الوقت حان لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتزاول دورها المناط على عاتقها في توعية الناس، وتبيان خطر الغلو في الدين، ونشر الوعي بين عامة الناس حول خطر الانزلاق في الجدال في الدين. فخير علاج لهؤلاء هو التجاهل التام وتسليح العامة بالعلم . وإلا فخيار سجن أبي سليم قائم لمن تسول له نفسه المساس بأمن ووحدة البلاد والعباد. فالله سبحانه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرءان . وللأسف بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن، ونواهيه ، بل يقدم على المحارم ولا يبالي، لكن متى علم أن هناك عقوبة من السلطان، ارتدع، خاف من العقوبة السلطانية
No comments:
Post a Comment