بعدنجاح التجربة التونسية
الانتخاباتالليبية القادمة بين التحديات وفرص النجاح
خاص – المنارة – نهلة الفايدي
أظهرت الانتخاباتالتاريخية في تونس "بادئة الربيع العربي" رضا من أغلب المواطنين التونسيينلما تميزت به من شفافية ونزاهة ، وقد كانت مسك الختام لثورتهم ، وفي ذات الحين أصبحت ترنوا أنظار الليبيين إلى انتخاباتهم القادمة ، وهم يعلقون كل آمالهموأحلامهم عليها .
ليضعوا حجر الأساسللدولة الديمقراطية المستقلة التي انتفضوا من أجلها، ولكن وبحسب مراقبون للشأنالليبين يرون أن هناك تحديات كبيرة تواجههم قبل أن يضعوا ذلك الحجر و أهمها انعدام ثقافة الانتخابات لديهملأكثر من أربعين عاما .
فكيف يا ترى سيجتاز الليبيون هذا الاختبار الصعب؟وما الذي يتوجب عليهم فعله في هذه المرحلة المصيرية ؟ ومن هنا رأت المنارة استطلاع بعض الآراء المختلفة حول الانتخابات الليبيةالقادمة سواءً كانت انتخابات المؤتمر الوطني أو الانتخابات المنتظرة لاختيار اول حكومةليبية منتخبة من قبل الشعب بعد زوال حقبة القذافي .
ذكر الدكتور فتحيالبعجة الاستاذ بقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد في جامعة بنغازي ورئيسقسم الشؤون السياسية في المجلس الوطني الانتقالي أنه من المحتمل أن يخوض الليبيون تجربةمصغرة وتمهيدية للانتخاب من خلال انتخابات المؤتمر الوطني الذي قد يهيئهم للخوض فيخضم الانتخاب النهائي للدولة ، ورشح البعجة أن القبليةالتي لطالما عرف بها المجتمع الليبي قد تسبب مشاكلتحول دون سير الانتخابات بسلاسة ، ومع ذلك قد تأمل د. البعجة أن يستطيع الليبيين التغلبعلى كل الصعوبات والوصول إلى الدولة الديمقراطية المنشودة.
ومن جهته علق الأستاذصالح الغزال رئيس المجلس المحلي بنغازي انه حتى الآن لم يتم وضع هيكلية معينة يستطيع من خلالها الليبيون فهم المنهجية الخاصة بالانتخاب، ولهذا السبب فإن الحمل الأكبر سيقع على عاتق الحكومة الانتقالية لكي تمهد لمثل هذه المرحلة الصعبة ، وأضاف الغزالفيما يتعلق بالقبلية فهي بالفعل موجودة وستتسبب في بعض المشاكل التي ستتجلى بشكل واضحفي المدن الصغيرة وبعكس ذلك فالمدن الكبيرة كطرابلس وبنغازي فلن يكون هناك تلك النعرةالقبلية ، وأكد أيضا على ضرورة دور المثقفين للمساهمة في قيادة هذه المرحلةلنشر الوعي والثقافة ويجب أن يكونوا على قدر من المسؤولية لأن ثمن الثورة قد كان باهظاجدا .
من جانبه أكد الدكتوربوبكر ابعيره الاستاذ بقسم الادارة بكلية الاقتصاد في جامعة بنغازي على مجموعة من المتطلباتالتي يجب توفرها أو العمل عليها لضمان نجاحالتجربة الانتخابية في ليبيا وهي توفر صدقالنية لدى مختلف الأطراف للدخول في هذه العملية وهم آخذون في الاعتبار المصلحة الوطنيةالعليا لليبيا وشعبها.
ونوه د. ابعيره إلىضرورة الإعداد الإداري الجيد للعملية الانتخابية، من تثقيف أفراد المجتمع، وإعداد الإجراءاتالإدارية الأخرى اللازمة لإتمام عمليــــة الانتخاب بنجاح.وعبر عن أسفه علىالجهد الإداري الذي ربما تكون قد بذلتـــه الإدارة في هذا الشأن غير ظاهر للعيان، والخوفأنه تكون قد مرت كل الفتــــــــرة الماضية دون اتخاذ أية خطوات جدية حيال هذه الأمور,كماأشار ابعيرة إلى ضرورة تشجيع مؤسسات المجتمع المدني،على أن تلعب دورا مهما في هذا المجال،وعدم ترك كل العبء ليقع على كاهل جهة الإدارة.
و أكد أخيرا علىشفافية إجراءات القيام بكل ما يتعلق بهذه العملية من بدايتها إلى نهايتها، فمن حق جميعالأطراف أن تكون على إطلاع كامل بكيفية سير العملية الانتخابية في مختلف مراحلها ،منذ البداية إلى النهاية.
ومن جهة أخرى أعربالاذاعي والفنان علي أحمد سالم عن تفائله الشديد و رأيه بان المجتمع الليبي استطاعأن يحقق الاستقلال ما قبل عهد القذافي ، و17 من فبراير يعتبر الاستقلال الثاني الذيبذلت من أجله كل هذه الأرواح, فيجب عدم إفساح المجال لحدوث أي أخطاء وأن تكون هناك رؤيةواحدة وهي الارتقاء بالأنفس بعد كل الألم الذي عاشه الليبيون وألا يسمحوا لمصطلحاتتلوح كثيرا كمصطلح "القبلية " التي زرعها القذافي في عهده أن يؤثر فيهم إلابما امر الله عز وجل, وان يبحثوا عن كل السبلللوصول إلى ما يريدونه وضحوا من اجله كل تلك التضحيات التي لا تقدر بثمن.
No comments:
Post a Comment