سليم الرقعي : ماهي أهداف الثورة وماذا يريد الثوار والشعب الليبي؟




تمر أية ثورة بعمليتين أساسيتين الأولى (عمليةالهدم) - أي هدم النظام السياسي أو الإجتماعي القديم - والثانية (عملية البناء) -أي بناء النظام السياسي أو الإجتماعي الجديد .

ولا شك أن ثورتنا - ثورة الشعب الليبي/ثورة 17فبراير - تستهدف في مرحلة الهدم الإطاحة بنظام القذافي
والقضاء عليه وعلى أولادهومحاسبة كل من ساهم في قتل وتعذيب الليبيين وسرقة ثرواتهم .... أما المرحلةالثانية - مرحلة (البناء) فماهو البديل المطلوب !!؟... بمعنى أصح دعونا نراجعماهية "أهداف الثورة" فيما بعد القضاء على نظام القذافي ومعاقبة أنصارهالمتورطين في جرائم ضد الليبيين ... فما هي "أهداف الثورة" وغاياتالثوار فيما بعد إنهاء نظام القذافي!؟.. فقد وجدت إختلافات حول المراد تحقيقه منالثورة بعد القذافي!.

السؤال هنا : هل من يقاتلون في الجبهات من الثوارهم يقاتلون بالفعل من أجل إقامة "نظام تعددي ديموقراطي" في ليبيا تتداولفيه النخب والأحزاب السياسية على سلطة قيادة الدولة؟؟؟؟ أم أنهم يقاتلون من أجلإقامة نظام إسلامي يحكم بالشريعة تحت إمامة "الخليفة" و"أميرالمؤمنين" الذي يجب إطاعته وعدم معارضته من خلال تنظيمات حزبية معارضةفالتعددية الحزبية بدعة غربية تفرق شمل الأمة على حد إعتقاد هؤلاء!؟؟ .. أم أنالهدف والمطلوب إنما هو  نظام  ديموقراطي تعددي معاصر ولكن فير ظل ثوابتناالدينية وهويتنا الوطنية؟؟... أم أن الكثير من الليبيين غير مهتمين بشكل النظامالسياسي أصلا ً والمهم عندهم تحقيق العدالة والرفاهية الإجتماعية لليبيين خصوصا ًفيما يتعلق بالإستمتاع بخيرات النفط الليبي؟... أي المهم عندهم أن يعيش الليبيونفي أمن ورفاهية وإستقرار كحال الشعب الإماراتي أو القطري على سبيل المثال!؟.

أنا شخصيا ً أعرف بعض الثوار المقاتلين فيالجبهات ممن ليس لديهم أي تصور مسبق للبديل السياسي المطلوب في أذهانهم!.. فهمإلتحقوا بجبهات القتال من باب تلبية داعي"الجهاد" والرغبة في الإستشهادأو من باب "النخوة" و"الفزعة" وإغاثة شعبهم ومدنهم من الترويعوالتقتيل الذي ظلت تمارسه كتائب القذافي ضد الليبيين وضد مناطقهم بكل وحشية!.

وبصراحة أكثر هل "الديموقراطية" مطلبشعبي بالفعل في الواقع الملموس للناس أم أنه مطلب النخبة السياسية والمثقفة فقط بلوربما ليس كل النخبة!!!!؟.. وإذا كانت "الديموقراطية " حاجة ملحةوضرورية لكي لا يتكرر ما حدث في عهد القذافي من إستبداد وفساد وإنتهاك لحقوقالمواطنين فهل تمكنت النخب الليبية من إقناع الجماهير الشعبية بأهمية"الديموقراطية" وضرورتها كجهاز سياسي يقي المجتمعات أولا ً من الصراعالدموي على السلطة وعلى التغيير السياسي وثانيا ً يقي المجتمعات من شر الإستبدادوالفساد !... هل تمكنت النـُخب من إقناع عموم الشعب بالخيار الديموقراطي وأهميته وبعدممخالفته لثوابت عقيدة وشريعة المجتمع الليبي المسلم!؟.... أسئلة تبحث عن إجاباتصريحة ومقنعة.. مع تحياتي

سليم الرقعي

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews