تجمعليبيا الديمقراطية - ت ل د
بيانحول الحملة القائمة ضد الأحزاب السياسية
انتشرتفي الآونة الأخيرة دعوات لفتت إليها الأنظار بمضمونها وآلياتها ووسائلها، وكان أهمما يجمع بينها أنها تقف موقفاً سلبياً حاداً من الأحزاب السياسية وممارسة السياسةمن خلال العمل الحزبي المنظم. فقد تكررت مثل هذه الدعوات على ألسنة عدد من الخطباءفي المساجد، ثم أخذنا نشاهدها في شكل ملصقات في مداخل المساجد والأماكن العامة،وفي شكل منشورات توزع على الناس، غفلاً من أي توقيع أو إشارة إلى من كتبها ومنيروجها على الجمهور.
وإننافي تجمع ليبيا الديمقراطية نجد أن هذه الدعوات تمثل تهديداً خطراً لكل الآمال التييعلقها الليبيون على إمكانية تأسيس دولة ديمقراطية، تكفل فيها حرية الرأيوالتعبير، وحرية العمل السياسي المنظم، في شكل منظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية،قد تختلف في بعض الآراء ووجهات النظر أو البرامج السياسية، ولكنها تتفق جميعها علىمبدأ احترام آراء وتوجهات بعضها البعض، واحترام حق الجميع في التعبير عن تلكالآراء والتوجهات، طالما التزمت بآداب الحوار بالحكمة والرأي، وبمبدأ التعاملالسلمي فيما بينها.
ونرىأن من أكبر الأخطار التي تهدد سلامة المسار الديمقراطي الذي نأمله لوطننا وبلادناالمتحررة من ربقة استبداد الرأي الواحد، وسيف الإرهاب الفكري والمادي، هذه الدعواتالتي تزعم أنها تستند لما يسمى أدلة شرعية للادعاء بأن العمل السياسي المنظم فيشكل أحزاب سياسية يمثل خطراً على المجتمع الليبي والدولة الليبية، لأنه يدعو إلىالفرقة، ويؤدي إلى الفتنة، ثم تتطرف بعض الدعوات للزعم بأن التعددية الحزبية، التيهي من أسس التعايش الديمقراطي بين الآراء والتوجهات، مخالفة للشريعة الإسلامية،وهي كفر وإلحاد وما إلى ذلك.
وإننانرى أن مثل هذه الدعوات هي الخطر الحقيقي على المجتمع الليبي، وعلى الدولة الليبيةالجديدة، التي نأمل أن تتأسس على توافق وطني شامل بين مختلف أطياف المجتمع الليبيوشرائحه الفكرية والمهنية حول مبادئ وآليات التعايش الديمقراطي، التي يأتي فيمقدمتها وعلى رأسها مبدأ التعايش السلمي بين الآراء والتوجهات والبرامج، والاحتكامفي النهاية إلى إرادة الشعب المعبر عنها من خلال الاقتراع السري الحر.
No comments:
Post a Comment