المرصد الليبي للإعلام
ميامي هيرالد
ذكرت صحيفة " ميامي هيرالد" الأمريكية إنأكثر من مائة عالم قاموا في مستشفى "هواري" بالتجمع أمام المبنى الإداريللمطالبة برحيل المسؤولين الذين خدموا طويلا النظام السابق. وفيما قام هؤلاء بمغادرةالمبنى محاطين بحراس الأمن أعلن المتظاهرون الانتصار، مشيرة إلى أن النصر كان سابقالأوانه وأن "ثورة المستشفى" أصبحت نموذجا للعقبات التي يواجهها الليبيونفي "تنظيف" مؤسساتهم من إرث العقيد الليبي الهارب معمر القذافي.
وفي الوقت الذي يدعو فيه المجلس الوطني الانتقاليإلى المصالحة فإنه لم يضع أية قواعد لكيفية تسريح البيروقراطيين من النظام السابق أو تحديد الخصائص التي على ضوئها سيتم العفوعلى بعض الأشخاص، فحتى بعض أعضاء المجلس متهمون بأنهم ينتمون إلى "الطابور الخامس"وهو الاسم الذي يطلقه الليبيون على أي أحد يشتبه في أنه خدم النظام.
وقال الدكتور صبري الجاروشي، وطبيب مبنج ومنظم الوقفةالاحتجاجية، للصحيفة "كنا نشعر أن القذافي ما يزال موجودا هنا وأننا محاطون بالنظاموكأننا لم نحقق أي شيء... لقد انتظرنا لسبعة أشهر قائلين إنه ليس الوقت المناسب. ولكنهالوقت المناسب فعلا".
ملفات فساد
وعلى غرار مستشفى هواري تعيش المستشفيات العمومية الخمسةفي بنغازي الوضعية نفسها من الثورة الداخلية.وبين العاملون في هذه المستشفيات أنهم اكتشفوا ملفات الفساد خلال حكم القذافي داخلالإدارة : عمال "أشباح"، رشاوى من قبل شركات الأدوية ومخالفات في الرواتب.ونفس القصص ظهرت إلى السطح داخل عديد الإدارات الأخرى في أنحاء البلاد أين قام العملةبطرد المديرين المقربين من النظام.
وبالنسبة للعاملين في المجال الطبي فإن المخاطر أكبرمما كانت عليه في المجالات الأخرى. ففي مستشفى هواري مثلا تصل طائرات مروحية كل يوممحملة بقوات تحتاج إلى رعاية عاجلة. وإضافة إلى المقاتلين فإن الأطباء يتحملون عبءالمرضى الذين يعانون من الأمراض العادية. ولكن الحالات اليومية ترصد مدنيين أصيبوابطلقات نارية.
ورغم ذلك فان الاحتجاج لم يكف في المستشفى، ولا يستبعدالمحتجون إمكانية إغلاق مؤقت إذا لم يأخذ المسؤولون المؤقتون مشاغلهم على محمل الجد.
ويقول المحتجون إن مرضاهم يعانون من الوضعية السيئةللمستشفى (مياه يعلوها الصدأ، علاج باهض الثمن). وكان عليهم في حالتين خلال الأسبوعالماضي أن يقوموا بنقل المرضى إلى المستشفيات الأخرى لأن إمدادات الأكسجين نفدت.
مطالب المحتجين
وبين الجاروشي أن المحتجين لديهم ثلاث مطالب: استقالةالإدارة السابقة، التحقيق حول قضايا الفساد وتكوين لجنة مؤقتة لإدارة المستشفى خلالالمرحلة الانتقالية، مضيفا أن مبعوثين من وزارةالصحة الحالية وعدوا برد سريع بعد إجراء محادثات مع أكثر من 400 عامل في المستشفى.ولكن معركة المستشفى لم تنته بعد حيث سجلت عودة بعض المسؤولين السابقين.
ولكن المحتجين اتفقوا فيما بينهم على عدم تصعيد الموقفحتى يتم سماع ممثلي المجلس الوطني، وهم مصممون على الحفاظ على انتقال سلمي وتجنب الأخطاءالتي ارتكبت في العراق. ولكن ليبيا ربما تكون أكثر صعوبة بسبب النظام اللامركزي الذيأرساه القذافي والذي لا يسمح بتحديد الولاءات.
المحرر : هناء علام
الرابط : http://www.miamiherald.com/2011/09/25/v-fullstory/2423983/a-hospitals-turmoil-shows-libyas.html
No comments:
Post a Comment