منذ بداية هذه الثوره المباركه ونحن نشاهد بعض التناقضات التي عجزنا عن فهمها ومواقف صعب علينا قبولها ,, غير إن دماء الشهداء ودموع الثكالى والأرامل والأيتام جعلنا نتغاضي عن الكثير من هذه التناقضات والمواقف لعدم إحداث أي نوع من البلبله أو الفتنه والثوره لم تنته بعد , وكثيرا ما كنت أمسك قلمي لأكتب عن هذا أو ذاك ولكن سرعان ما أتراجع أمام هذا المد الطاهر الذي أحرج الجميع بطهره ونقائه وصفائه , ولكن وبسبب هذا المد الطاهر أيضا أكتب هذه الكللمات فلم يعد للصمت معنى بل قد يصبح الصمت خيانه في كثير من المواقف .
فخروج أمال سليمان محمود أو الدكتوره كما يحلوا لبعض المتملقين تسميتها على الكثير من القنوات لتتحدث عن الثوره وعن نضال المرأة الليبيه أثناء حكم القذافي بل وتقلدها منصب في إحدى لجان المجلس والإستعانه بها في بعض الوزارات أثار حفيظتي وأخرجني من صمتي , وجعلني أشعر وكأن شئ ما لم يتغير في المشهد الثقافي والسياسي في بنغازي بالذات.
فهذه هي أمال التي كانت من أنشط أعضاء اللجان الثوريه بمدرسة الخنساء الثانويه للبنات وشكلت هي وبنات الشعافي اللأئي تم نقلهن إلى المدرسه قصدا لكونها مدرسة عرفت بالرجعيه والبرجوازيه على حد تعبيراتهم الشاذه فكانت هي ورفيقاتها مصدر رعب وخوف وعدم طمئنينه لكل الطالبات في المدرسه .
هي نفسها أمال التي كانت تحاضر في المعسكرات العقائديه بفكر قائدها ورفقة زميلات الشر والظلم والإستبداد في الوقت الذي كنا نخفي الكتب الثقافيه والسياسيه الممنوعه في أماكن سريه لقرائتها ليلا على أضواء الشموع لا من باب الرومانسيه ولكن لشعورنا أن ضوء الشموع الخافت سيحجب أنظارهم القاسيه عنا , لأنهم يحاسبوننا حتى على أفكارنا التي ندفنها في داخلنا.
هي نفسها أمال التي صرخت فينا يوما أهتقوا للمجدوب حين كان يتبجح بشرح نظرية سيده الغبيه بمدرجات جامعة قاريونس في الوقت الذي كانت فيه جميله فلاق وصوفيا يودجاجه *( رحمة الله عليها)) وساره الشافعي وأخريات يعانين الأمرين في سجون القذافي من أجل كتابة كلمات تدين ظلم اللجان الثوريه بأيديهن الشريفه على نفس جدران هذه المدرجات, وفي الوقت الذي كانت الطالبات يصرخن خوفا وألما وغضبا عند إعدام المدني بكلية الحقوق على أيدي رفاقها الطغاة .
هي نفسها أمال التي ظلت على ولائها للقذافي وأستمرت في نشر إطروحاته المجنونه في المدارس والجامعات في الوقت الذي كانت فيه سجينات مايو 84 فاطمه التائب و ماجده الساحلي وإيمان الفيتوري ومنى الجرنازي ووالدتها المسنه يعانين الظلم والألم والحرمان بسجن بوسليم الرهيب , ورغم رفقتي البسيطه لهن بالسجن إلا إن مرارة الظلم وشعور الألم لم يفارق خيالي حتى هذه اللحظه.
هي نفسها أمال التي أبتعثت للإتمام الدراسه في الخارج على حساب الليبيين في الوقت الذي منعت فيه أكثر البعثات المهمه للدوله ناهيك عن تخصصها الذي لا يصل لمستوى شهاده جامعيه كون منهج قسم العلوم السياسيه يستمد مواده من ترهات القذافي, وهذا ما جعل الكثير من الطلبه والطالبات ممن يملكون قدرا من الثقافه والوعي بالإبتعاد عن هذا القسم , وفي الوقت الذي منعت فيه الكثير من الطالبات المتميزات وفي تخصصات علميه تحتاجها الدوله من الحصول على موافقه أمنيه للعمل كمعيدات بالكليات ناهيك عن الإبتعاث , وفي الوقت الذي فصلت فيه الطالبات من الجامعات والثانويات بتهم الرجعيه و....و...و وفي الوقت الذي أبتعثنا فيه قسرا نحن والكثير من الليبيين لا لندرس ونتعلم بل هربا من البطش وطلبا للأمان.
هي نفسها أمال التي رجعت لتشغل منصب عميدة كلية الإقتصاد وتنعم بالحريه والثقه وإتخاذ القرارات في الوقت الذي كانت فيه السيدات نوريه اللواطي وصباح وسالمه الشهيبي *رحمة الله عليها وأمل الشويهدي* رحمة الله عليها يعانين الويلات بسجون القذافي لمجرد أنهن زوجات لمطلوبين أو قدمن خدمات لزوجات أخوه فارين خارج الوطن .
هي نفسها أمال التي قال عنها البعض أنها ندمت وتركت هذا النهج منذ فتره ومن يندم على مثل هذه الفعائل و كان صادقا في توبته عليه أن يترك المشهد بأكمله ويعترف بأنه كان جزء من مأساة شعب , ويخدم بدون مقابل ويختفي عن الأضواء بإنتظار محاكمته ,,,, ومهما كان حجم الثمن الذي دفعته السيده أمال على حد تعبير البعض فهذا لن يرجعنا إلى الماضي ولن يعيد لنا ما فقدناه.
هي نفسها أمال التي أستطاعت أن تقنع بعض المعارضين بالداخل والخارج ببرائتها فمنحوا لها صك الغفران دون أن يتكفلوا بالبحث والسؤال عن دورها في سنوات الظلم والألم في المدارس والجامعات, ونعتوها بالمثقفه ونسوا أن الثقافه مواقف بل ذهب البعض إلى التفاخر برفقتها ومعرفتها, وصارو يقدمونها للإعلام لتتحدث عن نضال المرأة الليبيه !!!!! وياللمهزله ,
هي نفسها أمال التي كان لها وطن حرمنا منه وحلم سرق منا وآمال لم نحققها وطموحات ماتت داخلنا , وهاهي الأن تملك ما كانت تتملك من قبل وأخشى أن نحرم نحن و أبناؤنا مجددا الوطن والأمل والحلم ,,,,. فأستيقضوا يأهل بنغازي وكل ليبيا ما هكذا يكون التسامح , فالرسول (ص) عندما أعفى عن أهله في مكه قال لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء ولم يقل لهم إذهبوا فأنتم الأمراء , وهذا ما نراه اليوم عفوا ثم صفح ثم منصب في ثورة أريقت فيها من الدماء ما يجعل الشريف والمناضل طوال السنوات الماضيه يستحي من تقلد أي منصب .
فكفى يأمال سليمان محمود إفعلي ما شئت وتلاعبي بعقول من منحوك صك الغفران وتسلقي على ظهور من إنحنوا لك ولكن أتركي نضال المرأة الليبيه وشأنه فهذه الصفحة الناصعه من تاريخ السيدات الليبيات ستتكلم عنه المناضلات اللأئي سطرن بدموعهن والألمهن أعظم الملاحم وأشرف المواقف التى يعجز عن تبنيها أقوى الرجال , وسنعيد كتابة كل الكتب التي صدرت عن المرأة في زمن القذافي لأنها شوهت الحقيقه وأخفت نضال نسائي مشرف هو فخرا لكل اللبيين والليبيات.
................................................
رئيسة الإتحاد النسائي الليبي بالمهجر/ مانشستر/ بريطانيا
18/09/2011
z-eltaib@hotmail.co.uk
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ هذا جزء فقط من المحطات النضاليه للمرأة الليبيه, وكثير من الأسماء لم تتوفر لدي
_ ستضل أمال واحده من حالات كثيره أنتفعت في الماضي والحاضر
*تعتبر السيدات المتوفيات شهيدات إذ فارقن الحياة وهن في ريعان الشباب بسبب أمراض على أكثر تقدير بسبب السجن
No comments:
Post a Comment