خاص - خدمة المرصد الليبي للاعلام
فاينانشل تايمز
تطرقت صحيفة "فايننشل تايمز"الأمريكية إلى تركيز قادة الحلف العسكري في ليبيا على المنحى الإنساني للعملية عندزيارتهم إلى طرابلس هذا الشهر.
وبينت أن بعض المراقبين ينظرون إلى الفرصالتجارية في بلد غني بالنفط مثل ليبيا قد يعود بالنفع على دول في الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، وكان الرئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل قد لمح في وقت سابق إلى أن الجهود التي قامت بها هذه البلدان ستعطيهمالأولوية في المعاملات القادمة.
وبينت الصحيفة أن العلاقات التجاريةالرئيسية مع العالم العربي تتوجه خاصة إلى الاقتصاديات الناشئة في آسيا وأمريكا اللاتينيةوليس إلى أروربا. ولكن هذا التوجه تأثر بالموجة غير العادية من الثورات الشعبية التيأضافت بعدا آخرا للعلاقات التجارية في منطقة ينظر إليها على أنها مركز التجارة العالميةبين الشرق والغرب منذ آلاف السنين.
تغير الموازين
وأشارت إلى أنه كان للصحوة العربية تأثيرعلى عمليات الشركات الدولية في المنطقة مع بعض التراجع كرد فعل على الثورات ولكن البعضيتوقع القيام بأعمال جديدة بموجب السياسات الجديدة لهذه البلدان.. "أما الآن فيبدوأن الاضطرابات السياسية ستؤدي إلى تطور مهم في مجال التجارة في المنطقة والعلاقات الاستثمارية..وترتبط الكثير منها بصعود كل من الصين والهند والبرازيل".
وقالت إن النفط يعتبر المصدر الرئيسيللثروة في الدول العربية على مدى عقود وهو محور اهتمام المصالح التجارية العالمية فيالمنطقة مبينة أن الصين تستعد على نحو لافت للتفوق على الولايات المتحدة الأمريكيةباعتبارها الزبون الرئيسي في المملكة العربية السعودية، اكبر منتج للنفط في العالم،والتي لها دور مهم في السياسة الطاقية لواشنطن.
وأوضحت أن صادرات النفط السعودي إلىالهند نمت بسبعة أضعاف بين سنتي 2000 و2008 وهو أكبر من طلبيات الأسواق الغربية التيتعيش متاعب اقتصادية وتسعى إلى الحد من نفقاتها. وما تزال الولايات المتحدة تعاني منعجز تجاري كبير في المنطقة على الرغم من اقتراح الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بعدغزو العراق بوضع خطة لإقامة منطقة تجارة حرة.
فرص اقتصادية
وتعتبر الصحيفة أن قرب الاتحاد الأوروبيمن الشرق الأوسط من شأنه أن يمكنه منتحسين علاقاته التجارية مع المنطقة أكثر من واشنطن حيث بادرت في شهر مايو الماضي مفوضةالاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كاثرين أشتون بمحاولة إحياء العلاقات التجارية مع العالم العربي وهو ما يعتبر واحدة من المحاولاتالكثيرة للاستفادة من سلسلة الأحداث الاستثنائية في المنطقة التي ستؤثر على التجارةمع الدول العربية.
وعلى المدى القصير، قالت الصحيفة إنالثورات العربية كبحت الصادرات وإنفاق المستهلكين في هذه البلدان وأدت إلى إيقاف العملياتالتجارية الدولية وعطلت العلاقات الحميمة التي كانت بعض الشركات تتمتع بها مع الأنظمةالاستبدادية أما على المدى الطويل، فانه بإمكان التغيير السياسي أن يساهم في بعث اقتصادياتصحية أكثر وأسواق استهلاكية أعمق وأوسع وفرص عمل أكبر وشفافية أكبر للمستثمرين الأجانب.
وقالت إنه لكي يتحقق هذا يجب على الزعماءالعرب الجدد أن يلتزموا بتحقيق مستقبل اقتصاديأفضل لشعبهم.
قوى اقتصادية
ومن ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن الصينوروسيا تسعيان إلى بناء علاقات مع الحكومة الليبية الجديدة بعد أن حافظتا على علاقاتهمامع نظام القذافي رغم الأدلة المثبتة حول العنف الوحشي ضد المدنيين.
ويبدو أن صعود القوى الناشئة في العالميمكن أن يرتبك بسبب الانكماش الواسع في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك فان مثل هذه الدولتتمتع بمزايا كبيرة في الشرق الأوسط من خلال قوتها الاقتصادية المتنامية.
وبينت الصحيفة أن على كل الليبيين الذينأشادوا بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أن يعلمواأن البلاد ليست سوى جزء صغير من لعبة تجارية ضخمة تمتد من المغرب العربي إلى عمان فيالخليج.
المحرر: مايكل بيل