سالم بن عمار : وقفات مع دجل علي أبي صوة




يتبع الطغاة في كل عصر حارقو بخور لئام، ومتعالمون سفهاء يرتدون عباءة الدين لعلمهم بمكانته في قلوب الناس. ولو قدر لهذه العباءة أن تنطق لقالت بملء فيها: أبعدوا عني هذا الدّعي المزيف بعد المشرق عن المغرب!.
ومن هؤلاء الأدعياء الذين ارتضوا حياة الدجل واستمرؤوا الذل والهوان، وحرق البخور لأسيادهم الطغاة، ذلك المدعو على أبو صوة.
يحرص هذا الدّعي على انتقاء كلماته ليظهر نفسه بمظهر المحايد الذي لا يؤيد النظام، الحريص على حقن الدماء، لكن حسه الأمني يغيب عنه أحيانا فيهاجم ثوارنا الأحرار ويصفهم بالعصابات، ويسعى بكل صفاقة وجه، وسماجة نفس ليضفي مسحة جمال على وجه سيده القبيح، مستعينا بأفاك مغمور مثله يدعى العنزي، راق له أن يرتقي سلم الشهرة بخروجه المستمر في تلفزيون الحكومة الليبية، بعد أن سدت إذاعات السعودية أبوابها في وجهه، مهاجما لثوارنا الأحرار، مساندا للزنديق القذافي، معتبرا أياه حاكما شرعيا من حكام المسلمين!!

وأريد في هذا المقال أن أبين دجل المعجب بنفسه السقيمة، المتعالم أبي صوة.. فقد أخبر بعض الناس الذين تجمعوا حوله أن صلاة الجمعة التي ستقام في ميدان الشهداء، ستكون عظيمة، ثم أضاف في موطن آخر أنه خطيب تلكم الجمعة!!. هذا  الدعي تزكم رائحة سيرته الأنوف، لكني لن أستطرد فيها، بل أكتفي بنقل ما كتبه عنه زميله في الدراسة، الأخ الفاضل عبدالله سالم السويحلي، في مقاله" على أبو صوة كما أعرفه": قول شيخنا الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله عنه: ((أنه رجل لعّاب، سيء الخلق، ساقط العدالة، كذب علينا في القسم أكثر من مرة))، ولعل الشيخ يريد بكذبه المتكرر أنه دَرَسَ سنوات التحاقه بالجامعة بشهادة مزورة! وغيرها من أفعاله التي أوجبت سقوط عدالته".

1-بدأ أبو صوة حديثه المسجل الطويل في اليوتوب، والذي قارب الساعة، فتطرق إلى إذاعة التنصير المزعومة المسماة( ابراهيم) في بنغازي كما أشار، وحاول بكل خبث ولؤم أن يظهر أن المجلس الوطني هو من يقف وراء إنشائها، وهذا من مظاهر ظلم و دجل هذا الدّعي الذي يكثر من التمسح على أعتاب النصوص والأدلة الشرعية، لكنه لم يأت في تهمته الفجة هذه بدليل واحد على وجود هذه القناة في بنغازي، فضلا على أن يكون المجلس الوطني هو من أنشأها أو هيأ مناخا لوجودها.
أين هذا المتعالم من قول ربنا سبحانه وتعالي:( يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوم بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)؟

2-أظهر أبو صوة امتعاضه من التنصير المزعوم، لكنه أغفل أو تغافل عن الشرك البواح الذي تردده إذاعة سيده الدجال حين يقولون فيها" الله ومعمر وليبيا وبس" !. يسوي المهرجون الرعاع بين الجبار سبحانه وتعالى، والدجال الإرهابي التافه، ويُنتهك جناب التوحيد، ولا ينبس أبو صوة ببنت شفة في شأنه. يتباكى على التنصير المزعوم، والشرك الصراح يعشعش في مكاتب الإذاعة التي يحرق  فيها بخوره، ناهيك عن راية السحر التي يرفعها أخوه المهرج البائس شاكير!!
تظاهر أبو صوة بالألم لوجود التنصير، وسكت عما هو أسوأ من التنصير. فقد سكت عن جهود سيده الزنديق القذافي الواضحة البينة في تبديل ديننا العظيم بدينه المنحرف الضال، وهاكم الدليل، فنحن لسنا مثله نسوق الكلام جزافا ونحاول دغدغة العواطف ببهرج القول:
في منتصف السبعينيات، أنشأ الدجال مركزاً في منطقة أبي سليم، سماه (مركز التربية العقائدية)، وكان من أوائل من تولي الاشراف عليه، شخص رضي المهانة لنفسه، فأصبح كالدمية للطاغية يحركها كيفما شاء. إنه بشير حميد. فماذا يدرسون في هذا المركز الخطير؟
يأتون بأطفالنا الصغار، يسمونهم براعم، وأشبال وسواعد الفاتح، فيقولون لهم: أنتم رسل الحضارة الجديدة، المبشرون بعصر الجماهير والنظرية العالمية الثالثة، وليس الإسلام!! يقولون لهم: قائدكم الملهم الذي ترجعون لقوله، وتستهدون بهديه في طريقكم هو الزنديق القذافي، وليس رسول الله صلى عليه وسلم.
يقولون لهم إن كتابكم الأول في هذا السبيل هو كتيب العار والسفه المسمى بالأخضر، وليس القرآن الكريم!، هذا الكتيب الذي أنشأ له مركزا، وخصص له ميزانية مفتوحة، وقام بترجمته إلى جميع اللغات تقريبا، وعني به عناية لم ينلها كتاب الله العظيم. أما القول بأن ليبيا هى بلد المليون حافظ، فليس للدجال فضل فيه، بل هو بفضل الله سبحانه وتعالى، وحب الشعب الليبي لكتاب ربه، ولعل ربنا سبحانه وتعالى أراد أن يُظهر للدجال الخبيث أن الكتاب الأول للشعب الليبي سيظل القرآن بالرغم من كل محاولاته لاستبداله بكتيبه العقيم السقيم، فماذا يقول أبو صوة المتعالم الذي يذرف دموع التماسيح على ما يزعم أنه تنصير في بلادنا مع وجود كل هذا الانحراف والشرك من قبل سيده الزنديق؟

4-كرر أبوصوة الحديث عن الفتنة، ومحاولة التخويف بها، ثم استشهد بحديث لصحابي قال كلاما مفاده أنهم تمنوا العودة إلى ما قبل الصراع بينهم، وهو يشير هاهنا إلى القتال الذي نشب بين على ومعاوية رضي الله عنهما، وخليق بهؤلاء الأماجد الكرام رضي الله عنهم أن يتمنوا ألا تكون فتنة حصلت بينهم، فقد كانوا يقيمون الشرع ويحرمون ما حرم الله، ويحللون حلاله، وما اختلفوا إلا في دم عثمان رضي الله عنه، فهل كان سيده الإرهابي الزنديق مثلهم؟ ألم يطعن في قرآننا العظيم، ويتهكم على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؟ ألم يحرم ما أحل الله حين منع تعدد الزوجات؟ أما قوله إن الطاغية تغير، وإنه أطلق سراح بعض السجناء، فأرد عليه بالتالي:
إن كان هؤلاء السجناء سجنوا بسبب جرائم يستحقون عليها العقوبة، فلا يجوز له أن يطلق سراحهم، ذلك أن من أهم واجبات حاكم المسلمين أن يقيم العدل وينفذ الحدود والعقوبات الشرعية على المعتدين، وإن كانوا سجنوا ظلما، فليس له فضل في إطلاق سراحهم. ثم نسأل حارق البخور أبا صوة: ألم يفتأ سيدك الإرهابي يخبرنا بأنه لا يحكم، فعلى أي أساس أطلق سراح بعض السجناء؟ هل تستطيع أن تتكلم عن هذه الأمور، وخاصة كذب سيدك الشنيع حتى حاز قصب السبق فيه، وحتى نستطيع أن نقول بكل ثقة إنه أكبر حاكم كذاب عرفه التاريخ، ألا يكفيك خزيا وعارا يا أبا صوة التصاقك به وركونك إليه؟

فحسبكم هذا التفاوت بيننا... وكل إناء بما فيه ينضح

5-شنع مع ذلك الجامي الجاهل، العنزي، لا بارك الله فيهما، على مجلسنا الوطني، وعابا عليه استعانته بالناتو، وطلبا الدليل الشرعي على شرعية الاستعانة بالكفار في محاربة المسلمين كما وصفوهم!، وأقول لأبي صوة: ويحك، وهل يحتاج ضوء النهار إلى دليل؟ أليس في ديننا قاعدة عظيمة تقول: الضرورات تبيح المحظورات؟ أهل بنغازي وثوارنا الكرام علموا من خلال معرفتهم بتاريخ سيدك الإرهابي في عالم الجريمة وشدة حقده على معارضيه، وسماعهم لتهديداته، أنه لن يتورع في سحق مدينتهم عن استعمال كل الأسلحة المدمرة  التي في حوزته، ومن هنا رأوا أن استعانتهم بالناتو ضرورة يبيحها الشرع، فما الإشكال في فهم هذا يا حارق البخور ؟
الذي يقتل 1270 من خيرة شبابنا في سجن أبي سليم في ساعتين أو أقل، فقط بسبب مطالبتهم ببعض التحسينات والاصلاحات في داخل السجن، ألا يتوقع منه تدمير مدينة كاملة إذا أحس بأن أهلها يتحدون سلطته، ويخرجون عن سلطانه؟ بلى، يفعل ذلك.
الذي يرتكب جريمة بشعة تندر في تاريخ البشر بإعدامه المئات من شيوخنا ورجالنا العائدين من حرب تنزانيا سنة 1979، لأنهم أسروا وشوهوا، في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ساقهم إليها غروره وعنجهيته، ويرسل الآلاف إلى أحد أفقر دول العالم، تشاد-من الأشياء التي تميز بها هذا الإرهابي الجبان هجومه على الضعاف من الدول والبشر، أما الأقوياء فلا يتحرش بهم-  وإنكاره لوقوع الآلاف منهم أسرى،هل يُستبعد منه أن يسفك دماء شعبنا أنهارا إذا أحس أن سلطانه اللاشرعي يوشك أن يفلت منه؟
وكلمة أخيرة لك يا أبا صوة: سيدحر شعبنا الأبي سيدك الإرهابي إن شاء الله الجبار، لأنه سفاح ظالم وأنت تعلم ذلك، لكنك أبيت إلا أن تركن إلى الذين ظلموا بالرغم من معرفتك بوعيد ربنا ضدهم، يقول ربنا سبحانه وتعالى: ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار). سيدحر شعبنا سيدك الإرهابي مهما مارست أنت وإخوانك السحرة وحارقو البخور من خداع وتضليل، فعهد السحر والخداع قد ولى، وسوف يذكر الشعب الليبي أنك كنت ذنبا باع الآخرة ورضا الله من أجل لعاعة رخيصة من متاع الدنيا، فبعدا بعدا، وانتظر إنا من المنتظرين.

سالم بن عمار

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews