الاخوان المسلمون في ليبيا: بيان التحرير


بسم الله الرحمن الرحيم
بيان التحرير
(( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو العزيز الحكيم)) فاطر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه من ولاه ..
ببالغ الابتهاج والتكبير والحمد والثناء على الله عز وجل تلقى شعبنا دخول قوات ثوارنا المسلحة مدينة طرابلس الأبية بُعيد الانتفاض الجريء والشجاع لأهلنا بالمدينة على أجهزة حكم النظام المنهار، وليتوَّج هذا الحدث الكبير بفتح ثكنة باب العزيزية معقل نظام الظلم والاستبداد والافساد في الارض. وفي هذه المناسبة المفصلية الهامة من تاريخنا الوطني، لا يسع جماعة الاخوان المسلمون في ليبيا الا أن تتقدم إلى أهلنا في طرابلس وإلى كل شعبنا في مختلف أرجاء بلادنا الحبيبة بخالص التهنئة على هذا الفتح المبارك، داعين المولى عز وجل ان يَمُن علينا باستكمال تحرير ما تبقى من مدننا، وأن يوفقنا لما فيه عزة بلادنا وأمنها واستقرارها وازدهارها.

ونحن في أجواء هذا الحدث الوطني الكبير، نجد لزاما علينا أن نتجه إلى عموم شعبنا في مختلف أرجاء الوطن العزيز بما يلي:
1.       تحية شكر وتقدير لثوارنا البواسل، والدعاء بالرحمة والمنازل العلى لشهدائنا الأبرار الذين سطروا ملاحم الشجاعة والإقدام في سبيل قطع دابر الاستبداد، وتدشين عهد جديد من الحرية والكرامة والمستقبل المشرق لليبيا.
2.       ليبيا ومصالحها العليا أولى من أية خصومات أو صراعات شخصية أو قبلية، ما يدعونا جميعا إلى أن ندخل هذه المرحلة من تاريخ بلادنا بروح التسامح والمصالحة الوطنية كخيار لا مفر منه  في سبيل الحفاظ على أمن البلاد  واستقرارها  وتجنيبها الفوضى والأسباب التي قد تفضي الى الارتهان والتدخل الأجنبي.
3.       حقنا للدماء وحفاظا على الأنفس والمقدرات، فإننا ندعو من تبقى من أنصار القذافي ومؤيدوه إلى التخلي عن صور الولاء والدفاع عن النظام البائد، والانحياز بدلا عن ذلك لثورة الشعب الذي قال كلمته، ويتطلع لبناء دولته الحضارية التي يعمها التسامح والسلم الاجتماعي ويسودها الدستور والقانون.
4.       التأكيد على ان ليبيا الجديدة ستكون بلدا تسع الجميع لا مجال فيها لعودة الاستبداد في أي صورة، أو الاقصاء لأي من مكوناتها، وأن الجميع سيشارك في بنائها والدفاع عنها ويؤهلها لأن تكون  نموذجا مدنيا ديمقراطيا رائدا في المنطقة جديرا بالإشادة والتقدير .
5.       مرحلة بناء الدولة الجديدة ستشهد تحديات كبيرة تتطلب منا صبرا ومجاهدة وتكاتفا وتساميا على الرغبات الآنية والمصالح الفردية أو الحزبية أو القبلية أو الجهوية الضيقة حتى نصل ببلادنا إلى بر الامان؛ فقد قدَّمنا في ثورتنا نموذجا حضاريا واخلاقيا فريدا في  رفض الظلم ومواجهة القمع أثار اعجاب واحترام العالم، ما يحتم علينا أن نحرص على أن نظهر لهذا العالم في مرحلتنا القادمة بما يجعل منا محلا لمزيد اعجابه واحترامه.
6.       التأكيد ان الطغيان الذي عانت منه شعوبنا العربية والاسلامية لابد له من زوال مهما طال مداه، وأن المستقبل للشعوب وليس للأنظمة الظالمة، وفي دورس ربيع الثورات العربية اكبر مؤشر على نهاية عصر الاستهانة بالشعوب واستبعادها .
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
الله اكبر ولله الحمد
المكتب التنفيذي- الاخوان المسلمون في ليبيا
بنغازي، 23 رمضان 1432هـ، الموافق 23 اغسطس 2011م

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews