المشهد الأخير لمعركة تحرير البريقة






المشهد الأخير لمعركة تحرير البريقة

خاص المنارة- البريقة- تقي الدين الشلوي

أعلن الثوار في وقت سابق على سيطرتهم الكاملة لمشروع أنابيب النهر الصناعي الواقع جنوب غرب البريقة بحوالي 13 كم ، و قال الثوار أن الكتائب بدأت هجوماً قوياً بالأسلحة الثقيلة لغرض استرداده منهم حيث كانت كافة الصواريخ و القذائف تطلق من منطقة العرقوب و التي تبعد مسافة 5 كم عن المصنع.


و أشار عماد المنصوري و هو أحد ثوار كتيبة شهداء أبو سليم درنة ، بأن القصف الذي طالهم كان شديداً إلا أنهم اتخذوا من الأنابيب الضخمة المنتشرة بمحيط المصنع ستراً لهم و قال بأنها شكلت غطاء متيناً أمام استهداف مجموعات الثوار.
استمر القصف بلا هوادة على المصنع ، مما أعاق تقدم الثوار ، و ذكر المنصوري بأن القائد الميداني بذلك المحور لكتيبة شهداء أبو سليم سعد الطيرة رسم خطة تقضي بتسلل مجموعة مكونة من 7 ثوار ليرصدوا الحركة من الجهة الخلفية للكتائب بعد أن يتسللوا من تلك الأنابيب التي تمهد لهم عبوراً ميسراً حسب قوله.

و قال أحمد أمحيمد  و هو أحد الشباب المشاركين في ذلك الاستطلاع بأنهم تسللوا عبر ممرات ضيقة و عديدة إلى أن وصلوا إلى سواتر ترابية و كان الوقت حينها ما بعد المغرب.
مكثوا هناك لمدة ساعة حتى جاءت سيارة إسناد مملؤة بالذخائر و التموين و باشروا هجوماً عليها إلا أنهم لم يصيبوها ، لتأتي بعد ذلك سيارة أخرى و يستهدفها الثوار و تلحق بها أخري و تصطدم مشتعلة بها.

و ذكر أمحيمد بأن الكتائب لاحظت الحريق الناتج من الاصطدام و أرسلت سيارتين لاستكشاف الوضع و قال بأنهما دمرتا بالكامل ، و أشار إلى أن الكتائب ظنت بأن التفافا يطبقه الثوار عليها فتراجعت إلى ما بعد العرقوب ، فاستغل الثوار تلك اللحظة و طلبوا إسنادا قوياً مدعوماً بالأسلحة الثقيلة فتمكنوا في ساعات قليلة من إبعاد الكتائب حتى المنطقة الصناعية و تراجعوا إلى المصنع مرة أخري.

في صباح اليوم التالي تم التأكيد على انسحاب الكتائب بشكل كامل من منطقة العرقوب و التي تصل إلي طريق مراده الحيوي باعتبار أنها نقطة تراجع و إمداد للكتائب ، و قام الثوار بعد ذلك بتمشيط المنطقة و عثروا على مستندات تبين أعداد كبيرة من جنود الكتائب فرت من ساحة المعركة ، إضافة لعدد القتلى.

بتلك الأثناء سمع الثوار عبر أجهزة اللاسلكي أحد قادة الكتائب و هو يتوعد بمنع وصول إي إمدادات ما لم يتم استرجاع العرقوب و من بعدها المصنع ، إلا أن الثوار تقدموا أكثر و قطعوا طريق مراده ناصبين كمائن تصطاد الكتائب و بذلك اليوم أعلن الثوار عن إلقاء القبض على عميد من الكتائب و هو المسئول عن زرع الألغام في البريقة و قام بكشف العديد عن مخابئ تلك الألغام بالمنطقة السكنية الثانية و أخري بالأولي.

تربص الثوار بالمنطقة الصناعية و اقتربوا منها في ساعات متأخرة من الليل و مع بزوغ الفجر فاجأت مدفعيتهم الكتائب المنتشرة بمحيط الصناعية مما أجبرها على التحصن بداخلها ، كما أعلن ثوار المحور الرئيسي عن خلو المنطقة السكنية الثانية من الكتائب لتحاصر فلول الكتائب ما بين السكنية الأولي و الصناعية.

و فرض الثوار حصاراً كبيراً على الكتائب بالمنطقة الصناعية ، و باتوا يقصفونهم بصواريخ الغراد و قذائف الهاون تمهيداً لاقتحام المشاة لتلك المنطقة تزامناً مع ثوار المحورين الرئيسي و الساحلي.

استمر الحصار مدة يومين و بعد وصول أخبار العاصمة فاوضت مجموعات كبيرة من الكتائب على التسليم مقابل إعطاء الأمان لها ، و لم يبدِ الثوار أي مانع لذلك ، إلا أن مجموعة أخري قيل بأنها تحت أمرة المعتصم ظلت تقاوم و رفضت تسليم إلقاء السلاح.

في اليوم التالي داهمت قوي الثوار الكتائب من جميع المحاور الثلاث فسلمت مجموعة من الكتائب بينما انسحبت مجموعات أخرى غرباً باتجاه سرت ، و وردت أنباء غير مؤكدة بأن تلك المجموعات قامت باعتقال المعتصم بالله نجل العقيد القذافي.
تجدر الإشارة إلى أن كتائب الثوار تنسق فيما بينها على الانتشار من أجل تأمين المدن و المناطق و حمايتها إلي حين استقرار الأوضاع في ليبيا.


No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews