نشرت ليبيا اليوم علي موقعها الالكتروني خبر عن رسالة موجهة من مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني في مدينة مصراته الي المجلس الوطني الانتقالي تطالب فيها باعفاء السيد محمود جبريل من مهامه .... اللافت في هذا الخبر ان مانقل من مضمون الرسالة يقرر واقعا موجود الا ان ما يثير الانتباه اكثر ليس الخبر او ما تضمنه من معلومات عن مضمون هذه الرسالة او مطالب هذه المجموعة من منظمات المجتمع المدني ولكن التعليقات التي وردت علي هذا الخبر من قراء ومتابعين لليبيا اليوم ، تعليقات انقسم فيها القراء الي ثلاث فئات :
الفئة الاولي ... إعتبرت ان الامر سابق لاوانه ، بالليبي "مش وقته" ، هذه المجموعة تدفع أي شخص مراقب للواقع ان يتساءل " طيب قولولي امتي يجي وقته" خاصة وان فكرة مش وقته تبدو لي كمقولة " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " هذه المقولة التي استعملت لتثبيت الانظمة الدكتاتورية العربية وتكميم الافواه فكل رأي مخالف او منتقد هو عميل لامريكا واسرائيل وانعدمت خطط التنمية او لم تنفد تحت حجة الاعداد للمعركة والتسلح ممااغراق الشعوب العربية في التخلف " من اراد مثال لما اقول فليراقب ما يحدث اليوم في سوريا"... يا سادة العدو الصهيوني او ما يسمي بدولة اسرائيل هي اكثر البلاد تسلحا الا ان الحياة فيها تسير علي مختلف الاصعدة : تنمية ، تطوير ابحاث علمية في كل المجالات ، حراك سياسي واجتماعي ... انه العدو الذي يقف علي الجانب المقابل لنا في المعركة فلماذا لا نفعل مثله ؟؟؟ فهل هو اكثر ذكاء منا ؟ لا اظن...لذا فهذا وقته ...
الفئة الثانية من المعلقين... تبادلت الاتهامات المبنية علي فكرة القبيلة والقبلية، وامام هذه الفئة لا اجد ما اقول غير متي يمكن ان نكون مجتمعا مدنيا يُقدر فيه الافراد وينتقدوا وفقا لادائهم الوظيفي وليس وفقا لانتمائهم القبلي والمصيبة ان نسبة لا باس بها لا تعي اننا مسلمين ولا فضل لعربي علي اعجمي ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي والعمل الصالح ، وفي اطار الوظيفة العامة ، اقول ان الاداء هو معيار النقد او التقدير.. وليس النسب..
الفئة الثالثة... رغم انها الفئة الاقل عددا مقارنة بالفئتين السابقتين الا ان تعليقاتهم كانت موضوعية أي انها كانت تناقش المشكلة التي يعرضها الخبر، وللاسف انهم الفئة الاقل عدد.
علي الرغم من انني اسعد كثيرا عندما أقرأ أي خبر عن حراك لمؤسسات المجتمع المدني ، لان أي حراك من هذا النوع يعني ان الليبين تعلموا الدرس ولن يسمحوا بتكرار ما حدث طيلة اربعة عقود من الزمن ، لكن عندما اقرأ بعض المقالات او التعليقات تمجد الاشخاص او تلك التي تعتبر شخصية ما انها الشخصية الفذة التي ستقود ليبيا الي المجد اشعر بالقلق من ان يتكرر ما حدث (من خلال التعليقات التي وردت من قراء ليبيا اليوم علي الخبر المتعلق بمطالبات بعض مؤسسات المجتمع المدني مصراته علي انه مهاجمة لشخص محمود جبريل ولهذا خرج البعض يمجد هذه الشخصية ويعتبرها الشخصية الفريدة التي ستاخذنا الي الامام)، ياسادة ، الدكتور محمود جبريل هو بشر ، صحيح انه خبير في التخطيط الاستراتيجي وذو تجربة طويلة في مجاله الا انه بشر ، انسان ، عمله هو اجتهاد يحتمل الخطا والصواب وقد يكون كاملا وقد يكون قاصرا.... لا احد بعيد عن الخطا ولا احد بمأمن من النقد وبالتاكيد الكل قابل للعزل كما انه قابل للتعيين ، كما ان النقد والتقويم واجب في كل وقت وهو امر لا يقبل التأجيل ولا يجب ان ننتظر "خراب مالطا" لننتقد أداء وزير او رئيس الدولة ، لا يجب ان ننتظر حتي تظهر المشكلات فالانتقاذ يساعد علي تصحيح المسار وتحسين الاداء وتفادي القصور...
من وجهة نظر خاصة اعتقد ان ماجاء في رسالة منظمات المجتمع المدني /مصراته "انا لم اطلع علي النص كاملا ، ولكن في حدود ما نشرته ليبيا اليوم وان كنت اتمني ان تقوم ليبيا اليوم بشر نص الرسالة كاملا لاهمية الموضوع" .. يتفق والواقع كما قلت في بداية مقالي هذا ، فاداء المكتب التنفيدي الذي لا اعرف ان كان مكتب تنفيدي ام حكومة انتقالية لان اعضائه يسمون وزراء، فمع غياب رئيس المكتب عن ليبيا يتولي الاعضاء الموجودين في ليبيا او من تبقي منهم الادارة بدلا من الاعضاء الموجودين في الخارج لاسباب غير واضحة وكان كل الاعضاء هم مكلفون بالشئون الخارجية وكان كل ليبيا شان خارجي فمتي سياتي دور الشان الداخلي ؟؟؟؟؟
اعلن المجلس الوطني الانتقالي عن حل المكتب التنفيدي وكلف السيد محمود جبريل بتشكيل المكتب التنفيدي ، وكثرت التصريحات حول الموضوع واخرها ما نشر عن المستشار مصطفي عبد الجليل من ان المكتب سيشكل خلال اسبوع ، وانتهي الاسبوع ولم نري شئ ولا نعلم حتي ما اذا كان المكتب سيعاد تشكيله ام ان المكتي الذي تم حله سيواصل العمل كان شيئا لم يكن " من المعمول به ان تستمر الوزارة التي تحل في تسيير الاعمال حتي تشكل الوزارة الجديدة لكن هذا الامر يجب ان يتم الاعلان عنه وتوضيحه" وهكذا نجد اننا في حالة من الفوضي و" اللخبطة" التي لا اظنها خلآقة...
في نفس الاطار ووفقا لما نشرته ليبيا اليوم : »ونوهت الرسالة الي ما وصفته " التعاطي السئ للمكتب الاعلامي مع القضايا المهمة للمرحلة " في اشارة الي التصريحات المتضاربة وغير المنسجمة التي عكست المستوي الخطير من الارتباك في سياسات المكتب التنفيدي ، بحسب الرسالة.... « ان مسالة تضارب التصريحات كانت واضحة وظاهرة منذ وقت طويل فكل عضو في المجلس الوطني الانتقالي او المكتب التنفيدي ناطق رسمي والكل يصرح لقناة الجزيرة وغيرها من القنوات والكل يعبر عن راي المجلس ومكتبه التنفيدي و الشعب الليبي ... لا اريد ان اسيئ الي احد ولكنني اقرر واقعا ، كل يسّوق نفسه ويرغب في ان تسلط وسائل الاعلام الضوء عليه ليخرج بشكل المناضل الاوحد .... "وكأن موضوع القائد والمناضل الاوحد لن ينتهي قريبا". لقد رأينا المستشار مصطفي عبدالجليل يخرج ليصحح هذه التصريحات ويوضح الامور، كما حدث مؤخرا في شان وثيقة اعلان الدستور المؤقت ، وفقا لما صرح به المستشار مصطفي عبد الجليل وذلك ردا علي مطالبات من بعض مؤسسات المجتمع المدني /بنغازي باقالة السيد عبدالحفيظ غوقة ، حيث ذكر ان هذه الوثيقة لم تعتمد بشكل نهائي بعد وانها ما زالت قيد الدراسة واستطلاع الاراء حولها ، الا ان التصريحات الاخيرة لاعضاء المجلس الوطني الانتقالي واعضاء المكتب التنفيدي تؤكد ان هذا الاعلان قد تم تبنيه وسيعمل به في الفترة الانتقالية " لا ننسي ان مجموعة لاباس بها من الناشطين السياسيين ومجموعات المجتمع المدني في بنغازي اعتصمت رفضا لبعض ما جاء في هذا الاعلان " فلماذا يحدث كل هذا؟ لان الية العمل وتقسيم المهام غير واضحة وهذا دليل علي الفوضي والتقصير وعيب في الادارة....
ان الاساس في اختيار وزراء هذه المرحلة الانتقالية هو الكفاءة التي تشهد بها سيرة كل شخصية لا العلاقات الشخصية وفقا لنظرية "اللي تعرفه خير من اللي ما تعرفاش" وكل واحد ايجيب صاحبه، ان السكوت علي ما يحدث يمثل خيانة لدماء الشهداء وجريمة في حق الوطن ، يجب ان تصحح الاوضاع الان ، والان وقته لان اساس البناء يجب ان يكون جيدا ليصمد المبني والا فان المبني سيتهاوي امام اول ازمة وهذا ما لا نتمناه.......
د.كريمة حسين
No comments:
Post a Comment