-بسم الله الرحمن الرحيم-
تصريح صحفي
نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ
يثمن موقف عبد الجليل رئيس المجلس الإنتقالي الليبي وينتقد بشدة موقف السفير الأمريكي الجديد بالجزائر
توجهت الهيئة الإعلامية إلى نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بن حاج بجملة من الأسئلة تتطرق إلى بعض المستجدات السياسية الهامة .
نص الحوار :
س 1 /لقد صرح رئيس المجلس الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أنه يرفض الإستعانة بالشرطة الدولية الأجنبية و أنه عند الضرورة سيطلب الإستعانة بقوات أمنية عربية وإسلامية بصفة محدودة فما رأيكم في هذا الموقف؟
الجواب 1 :
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وأله وصحبه أجمعين .
إن هذا الموقف الواضح هو عين الصواب شرعا و عقلا و سياسة و وطنية ذلك أن موضوع الإستعانة بالقوات الأجنبية الطامعة في خيرات الأمة العربية و الإسلامية لا يخفى عن العقلاء وبهذا الموقف من المجلس الإنتقالي يكون هذا الأخير قد وضع الأمة العربية و الإسلامية أمام موقف بالغ الحرج لأنه في حالة الأخذ به ووضعه حيز التنفيد سيحرج كل دولة عربية و إسلامية يظهر فيها نزاع مسلح بين الحاكم المستبد الطاغي الذي يستبيح دماء شعبه ويتنكر لمطالبه الشرعية السلمية و يقمعها بقوة الحديد و النار كما أنه يفضح الأنظمة العربية التي إستنكرت على ثوار ليبيا الذين كان سيبيدهم مدمر القذافي عن بكرة أبيهم خلال أربع وعشرين ساعة فهل ستشكل الدول العربية و الإسلامية قوات أمنية وعسكرية من جميع هذه الأقطار لا سيما المجاورة للتدخل السريع برا وبحرا وجوا لإنقاذ أي شعب عربيا مسلم من طاغيته يستبيح شعبه الأعزل ؟!! .
س 2 : في حالة عدم استجابة الدول العربية و الإسلامية لتلبية نداء المجلس الإنتقالي بإعانتهم بقوات أمنية موحدة مشكلة من جميع الدول العربية والإسلامية هل يجوز شرعا للمجلس الإنتقالي الإستعانة بقوات أجنبية ؟
ج 2: نسأل الله تعالى أن لا تخذل الدول العربية و الإسلامية هذه المرة ثوار ليبيا أو أي شعب مقموع في العالم العربي و الإسلامي لأن ذلك سيترتب عليه من المفاسد ما يفوق الحصر ولقد شهدنا بوادر ذلك البارحة أثناء المظاهرة الصاخبة التي قام بها إخواننا في سوريا أمام الجامعة العربية حيث قالوا بصوت عال أنه الدول العربية و الإسلامية كف القمع الوحشي المسلح من قبل قوات الجيش والشبيحة في سوريا فعل العرب و المسلمين في العالم أن لا يلموننا إذا إستعن بالقوات الأجنبية الغربية بما في ذلك حلف الناتو الذي لا تخفى أهدافه الإستعمارية على الجميع وهذا الموقف من بعض إخواننا في سوريا قد يخرج من ميدان القول إلى ميدان الفعل العملي إن لم تسارع الدول العربية و الإسلامية إلى التدخل السريع لإنقاذ الشعب السوري الثائر ضد طغيان عائلة الأسد المجرمة مع الملاحظة أن موقف الشعوب يختلف عن موقف أهل الشرع و الفكر و السياسة البعيدة النظر فالشعوب عند القهر و الإستبداد و القمع لا يهمها الجهة التي تخلصها من الحيف والعسف فهي كالغريق يمد يده لمن ينقده من الغرق كإنا من كان بخلاف أهل البصيرة من رجال الفكر والعلم و السياسة الذين قد يتحملون مزيدا من القهر و الإستبداد خشية أن يقعوا فيما هو أشد وأنكى و لذلك نلح على ضرورة التفكير في إيجاد صيغ و سبل متنوعة من طرف الدول العربية و الإسلامية للتدخل العاجل سياسيا و أمنيا وعسكريا وإنسانيا لإنقاذ أي شعب عربيا مسلم من مخالب أي حاكم طاغية جلاد يقابل المطالب الشرعية للشعوب بالرصاص و الدبابات فالأمة العربية و الإسلامية أمام تحد عظيم لا سيما أمام مطلب رئيس المجلس الإنتقالي الليبي وأمام مطالب الثوار في سوريا ضد الجلاد بشار الأسد .
س 3 : بما تنصح إخواننا الثوار في ليبيا و سوريا ؟
ج 3 : نحن أمة واحدة لا نعترف بالحدود و السدود التي وضعها الإستعمار فمزق بها الأمة العربية والإسلامية إلى كيانات سياسية هزيلة و ضعيفة و متناحرة و تتربص كل دويلة بأخرى شرا وبما أن الدين النصيحة ننصح إخواننا الثوار بالإعتماد على الله تبارك و تعالى ثم بالإعتماد على القوات الذاتية في الأمة و الإستعانة بإخوانهم في الدول العربية و الإسلامية وعدم الإستقواء بالخارج الطامع في خيرات الأمة والساعي لإضعافها و إذلالها و النيل منها عسكريا و سياسيا و إقتصاديا و ثقافيا و إعلاميا و حضاريا ونسأل الله تبارك و تعالى أن يتمكن إخواننا في ليبيا على إلقاء القبض على مدمر القذافي و أبنائه وقادة كتائبه العسكرية و الأمنية و المخابراتية بأيديهم لا بيد القوات الأجنبية و تقديمهم إلى محاكمة عادلة على أرض ليبيا ، كما ننصح إخواننا هؤلاء بعدم الإنجرار وراء الإنتقام أو تصفية الحسابات فالعدل أساس الملك رغم فظاعة ما أقدم عليه القذافي من جرائم بشعة أخرها حرق الجثت .
س 4 : لاحظ الكثير في الداخل و الخارج عدم وضوح موقف السلطة الجزائرية من الثورة في ليبيا فهل الموقف الشعبي للجزائريين هو نفسه موقف السلطة ؟
ج 4 : ينبغي أن يعرف الجميع أن أغلبية الشعب الجزائري مساند و متعاطف مع الثورات الشعبية فكل من تونس و مصر و اليمن وليبيا و سوريا ويتمنى لكل هذه الشعوب الإنتصار التام على رموز تلك الأنظمة المستبدة وبقياها التي تلتقط أنفاسها بعد سقوط رموزها لسرقة تلك الثورات و توجيهها وجهة تضمن بقائها ، أما موقف العصابة الحاكمة في الجزائر فهو على النقيض من ذلك منذ ثورة تونس إلى يومنا هذا وهاهي العصابة الحاكمة في الجزائر تعمل جاهدة على عرقلة تلك الثورات لا سيما في ليبيا و مواقفها الدبلوماسية المتناقضة و المخذولة هو أكبر دليل على ذلك كما أنها تنسق خفية مع بقايا وفلول الأنظمة الساقطة ، فليعلم الجميع أن موقف الشعب في واد وموقف العصابة الحاكمة في الجزائر في واد أخر.
س 5: لا حظ الجميع كثرة تصريحات السفير الأمريكي الجديد في الجزائر المدعو "هنري إنشر " الذي يثنى على الإصلاحات السياسية بالجزائر فما رأيكم في ذلك ؟
ج 5 : صحيح ما تذهبون إليه فقد لاحظ الساسة في الجزائر كثرت البروز الإعلامي للسفير الأمريكي منذ إعتماده مؤخرا وتدخله في قضايا سياسية و أمنية بشكل مفضوح فما بالكم بما يجري في الدبلوماسية السرية وليكن في علمكم أن هذا السفير مارس مهام دبلوماسية خطيرة في أفغانستان و العراق وإسرائيل ودولته ملطخة يدها بدماء الأفغان و العرقيين وإخواننا في فلسطين و غزة ففي الوقت الذي نجد فيه الإدارة الأمريكية تشجع على إسقاط النظام في ليبيا و إسقاط النظام في سوريا ومباركة الثورة في تونس ومصر و اليمن نجد سفير هذه الإدارة في الجزائر يشيد بنظام الجنرالات الذين انقلبوا على الإرادة الشعبية في 92 وتنسق معهم في مكافحة الإرهاب المزعوم وتبادل المعلومات ويشيد بالإصلاحات السياسية التي لم ترى النور بعد والتي يعارضها أغلب الشعب الجزائري لأنها إصلاحات خاذعة وماكرة وغامضة والعجيب أن السلطة الحاكمة في الجزائر التي تندد دوما بالتدخل الخارجي في القضايا الداخلية نجدها تستعين بأمريكا وحلف الناتو و الدول الغربية على أبناء شعبها وتشتري الأسلحة من أمريكا و الدول الغربية لتدمير و قصف الشباب الجزائري الذي دفعته مظالم السلطة الإرهابية في الجزائر إلى حمل السلاح فما الفرق بين نظام القذافي ونظام مبارك ونظام بشار ونظام عبد الله صالح و نظام بن علي ونظام جنرالات الإرهاب في الجزائر الذين ضحوا بسياستهم القمعية الإرهابية بشباب الجزائر بما في ذلك قواعد الجيش الوطني الشعبي و سائر الأجهزة ا[منية فكل القتلى و الضحايا التي سقطت في الجزائر منذ 92 إنما يتحمل مسؤوليتها جنرالات الإنقلاب العسكري المشؤوم وما ترتب عليه من أثار مازال الشعب الجزائري يعاني منها إلى يومنا هذا فدماء ودموع هؤلاء جميعا من هذا الطرف أو من ذاك الطرف سواءا من المواطنين و الشباب الثائرين أو بسطاء الأجهزة الأمنية من شرطة ودرك وجيش أو رتب دنيا يقع وزرها على عاتق جنرالات الإرهاب الرسمي الذين اختطفوا المؤسسة العسكرية قهرا وجعلوها ذرعا بشريا لخذمة مصالحهم الشخصية ومثل هؤلاء الإرهابيون الذين يمارسون الإرهاب بلباس الدولة الرسمي تزكيهم الإدارة الأمريكية والدول الغربية وحلف الناتو الذي ينسق مع هؤلاء الجنرالات فالإدارة الأمريكية معروف تريخها من قديم فهي تكيل بأكثر من مكيال تحارب طواغيت في بلاد وتسعى إلى تدميرهم و إسقاطهم وتأوي وتحمي طغاة في بلاد أخرى ربما كانت فظاعتهم أشد وجرائمهم أبشع ولذلك نقول للسفير الجديد إنما جئت إلى الجزائر من افغانستان والعراق وإسرائيل لإنجاز مهمة قذرة مع نظام مخابراتي إرهابي جرائمه تفوق جرائم بن علي ومبارك و علي عبد الله صالح و القذافي وبشار الأسد مجتمعين والسؤال المطروح على السفير الأمريكي لماذا لا يندد بإرهاب الدولة و اغتصاب الإرادة الشعبية؟ وقد صرح هذا الأخير أن من أهم أهدافه في الجزائر مكافحة الإرهاب و التنسيق الأمني بالدرجة الأولى وليعلم السفير الأمريكي أن الشعب الجزائري الحر المحاهد يدرك تماما أن السفارة الأمريكية في الجزائر ماهي إلا قاعدة عسكرية متقدمة بلباس مدني .
الأحد 28/9/1432 هـ - الموافق 28/8/2011 م
المصدر
الهيئة الإعلامية للشيخ علي بن حاج
No comments:
Post a Comment