بعد أربعين سنة ولدت الثورة الليبية .. ولدت من رحم الظلم والمعانات وقد بدأ ألم الطلق في بنغازي ليلة 15/فبراير الموافق 12 ربيع الأول ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم .. وقد خرج هذا الوليد إلى النور يوم 17 فبراير في يوم أليم وذكرى مرت على الشعب الليبي 17/فبراير 2006 والتي إستهزأ فيها قاده غربيين بالرسول فخرج شباب بنغازي غضبا وقد قُتل من قتل في ذلك اليوم ..نعم لقد إذن الله لهذا الشعب أن يقول كلمته التي سمعها كل العالم ردا على كل من قال أن هذا الشعب قد رضى بالظلم وتربى عليه فالثورة قام بها الشعب كله وإن كان تاجها ورأس الأمر فيها شباب حر أطهار منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
فلا يتفرد شخص بعينه ببطولة هذه الثورة ولا عائلة ولا قبيلة ولا طائفة ولاحزب ولا جبهه.. ولن تسمح لي نفسي أن أدوس على جهد هؤلاء أو أرنو إليه بستنقاص
ومن ينسى الأوائل الذين قالوا لا للظلم على مدى أربعين سنه وهو في عنفه وعنفوانه , قدّموا مهجهم فرادا وجماعات ,فكل من شُنق وكل من قتل وكل من سجن السنين الطويلة وكل من هاجر وكل مظلوم وكل مضطهد وكل من أخذ حقه ومن عانا من الجور والقهر.. كل تلك الأرواح التي أزهقت والدماء التي سالت والدموع التي سكبت والجهد والعرق مداد ووقود هذه الملحمة كُتبت على جبين التاريخ تصور نضال متواصل مسترسل حتى يومنا هذا وسيمتد حتى تقر عيوننا بوطن يسوده الأمان والحب والمساواه وما ذلك على الله بعزيز
..فهل يجوز لي وإن كنت أنتشق سلاحي الملطخ بالدم بين كثبان الصحراء أن اسمي نفسي ثائر وغيري لا شيء
ألم يبداء حنقي وغضبي من أول يوم أزهق الظالم فيه أرواح أول الثوار منذ بداية عهده وإن كنا نجهل الكثير منهم لكن الله يعلمهم ..سالت نفسي هل سيكون الأمر على ما هو عليه لولا فضل الله ثم ثبات المعارضة في خارج الوطن الحبيب بكل أطيافها وتنظيماتها لها سجل حافل منذ 40 سنه تناضل تتحمل مرارة الغربه وصنوف التضييق هم وأهليهم بل وتتعرض للمطاردة والإغتيال
كيف أنسى جهد المنظمات الحقوقية والإنسانية في كشف الحقيقة وإزالة الغشاوة عن القضايا والإنتهاكات التي كان يتعرض لها ابناء الوطن الحبيب ألم يكن خلف تلك المؤسسات رجال بذلوا أوقاتهم وأموالهم بل وعرضوا أرواحهم وأهليهم للمخاطر وأخص بالذكر لا للحصر الرقيب والتضامن لحقوق الإنسان والتي أشهد على جهدهم ولست استنقص شيء من جهود غيرهم اللذين لم أذكرهم
كيف تسول لي نفسي غمط حق رجال وقفوا في ميادين العالم في بلجيكة وبريطانيا وسويسرا وامريكا... سنين طويلة يعلنون رفضهم للظلم وهدر المقدرات وتعطيل الحقوق في وقت قل من يدافع عن حقوق الشعوب وقل الناصر
..
وهل تراني أكون على هذا الإصرار لو لم تقف قبلي تلك الأمهات في ساحات ليبيا مراغمة الظلم !!..تقول له في وضح النهار لما قتلت أبني في سجون بوسليم وحقنته بالمرض القاتل في مستشفياتك
ألم تصلني لقمة وأنا أحوج ما أكون إليها من يد اخت حرة عهدت نفسها تقضي النهار تخدم الثوار وقد تركت بيتها واولادها وهم أحوج إليها .. كيف أترفع عن تكبير المكبرين طوال اليوم ودعاء الشيوخ والعجائز بالنصر وما ننصر إلا بهم.. ألم أكتسي من حر مال تاجر أنفق شقى عمره وقوت أولاده لي وهو يبتسم ويقول الله الله النصر النصر ... بأي حق أقصي كل هؤلاء ؟؟
وهل لأن الله مد في عمري ولم أصب بأذى أغفل عن أن موقفي هذا الذي اقف عليه كان بفضل الله وعلى دماء وأشلاء وقرح من سبقني من إخوة سقطوا قبلي على هذا الدرب لا يستثنى بيت ولا عائلة ولا قبيلة في وطني الحبيب من هذه الضريبة الباهضة الثمن إعلم أخي يقيننا أن الثورة قد قام بها كل هؤلاء ومهدوا لنا الطريق فها نحن على مشارف طرابلس بإذن الله
أيها الثائر لا تستغل طيبة وحلم وصبر وعفة وإخلاص الجنود المجهولين الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا واعلم أن العاقبة للمتقين
والحر لا ينكر ذلك ولا يعطي لنفسة حقا أرفع مستوا من كل هؤلاء ولو كانت روحه على كفه معلقة بطلقة من غادر أو خائن ... والله هوالموفق لكل خير وإلى لقاء أخر مع أطيب التحيات
No comments:
Post a Comment