لو سألوا اللواء المرحوم عبد الفتاح يونس عند وفاته بماذا توصي الليبيون الأحرار من بعدك؟ فبكل تأكيد لأجاب على الفور: لا تختلفوا بشأني فتذهب ريحكم. منذ أربعةشهور و العشرات من الظباط الطيارين و الملاحين و أيضا جنرالات البحار من قوات التحالف الدولي يعرّضون حياتهم يوميا فوق الأراضي الليبية ليقوموا بمهام شاقّة خطيرةلحماية المدنيين الليبيين، و على الأرض يسقط المدنيون و الثوّار كل يوم و تسيلدمائهم بغزارة في سبيل حريتهم و أمنهم و إرادتهم على تراب ليبيا وطنهم الغالي.فلماذا الجدل و المُغالاة في حادثة أستشهاد اللواء يونس؟ الخوف من أن ترقى هذهالحادثة أو غيرها الى إنشقاقات تخدم العدوا المتربص، و الخوف من أن تشق هذهالحادثة او غيرها الصف و يتمكن أبليس من بين صفوفنا وهو عدّونا الماكر اللعين. اللواءعبد الفتاح حمل روحة على كفه و هذا هو المبدأ العسكري، فالموت خاصة في الحرب شئ متوقع في أي لحظة و من حيث لا ندري و نحن نؤمن بأن الأعمار بيد الله و نعم باللهالوكيل. في الحرب و ساحة المعركة كل شئ وارد، من أختراق العدو أو الخلافاتالعسكرية الميدانية أو الخطأ و سوء التقدير و الأسباب كثيرة و أحيانا مُفاجأة و تفوقالحسابات. نعم الأرواح ليست رخيصة، لكنها رخيصة فقط في سبيل الله و الوطن و من ماتبأسبابهما فما مات بل وهبت له الحياة الأبدية الكريمة و يذكرهُ الوطن و نِعمالذِكر.
أدعوابكل محبة لليبيا و محبة للثوّار الذين رخصت دمائهم الغالية في ساحات الحق و الحريّةبـأن نرتفع بأنفسنا منزلة عالية في مستوى منزلة الوطن الذي نحلم كل يوم بأن نكونجنوده بأي شكل و بأي صورة ولو بالصبر و الدعاء و الكلمة الصادقة و النوايا الحسنة.ثم أدعوا بحق دماء الثوّار و بحق رمال ليبيا و بحق الأطفال و الشيوخ و ببركة هذهالأيام الرمضانية بأن نرضي الله و نرضي ليبيا و نرضي روح الشهيد عبد الفتاح يونسفي قبرة و نرضي أرواح كل الشهداء رفاقه، بأن نسيطر على كل خِلافاتنا الى ما بعدالحدث الأكبر وهو مصير ليبيا و مصير ستة مليون ليبيى ينتظرون على نار من الأخطار وحياتهم لازالت مرهونة بين حقول الألغام.
No comments:
Post a Comment