د. عبدالجليل آدم المنصوري. : فى تسمية الجامعة


إننا و إذ نشعر بأن رُفعت الأيادى عن الجامعة، تلك الأيـــــــــــــــــادي الممثلة لسلــــطـــة حكم استبدادى فاسد، أهلك البـــــــــــــلاد و العبــــــــــــــــــاد، جثم على صدور الليبيين طيلة أربعيــــــــن عامــــــــــــــاً و نيف، عرف خلالها الشعب الليبى كيف تُقتل الحرية. و من باب حُرية الرأى و الفكر ، و إبداء المشورة لأهل الحل و العقد بالجامعة، نرى ضرورة إعادة تسمية جامعتنا العريقة، التى تحتضن بين أروقتها كلية الأداب و التربية التى هي أم الجامعات الليبية علي الإطلاق. هذه الجامعة التى كانت عام 1979 م. ثانى أفضل جامعـــــــــة علي مستوى الوطن العربي بعد جامعة الكويت . 
لقد جاءت تسميــــــة جامعة بنغـــــــــــــازي (BU ) Benghazi University ، من قبل الملازم معمر بُعيد إنقلابه المشؤوم عام 1969م . و هى و إن كانت كذلك، إلا أننا قد نقبل بهذه التسميــــة، من منطلق أن بنغازي مدينة عريقة، مشهود لها بالوعى السياسي و الثقافي و الوئام الإجتماعى . 

ثم جاءت تسمية جامعة قاريونس ( GU) Garyounis University ، و جيئ بهذه التسمية أيضاً من قبل الملازم معمر، و هى تسمية ظاهرها خداع، و باطنها وجعٌ مبين . فالهدف من ورائها ليــــــس حبـــــــــــــاً في على و إنما كُرهاً لمعاوية، و ليس حباً و وفاءً لقريـــــة قاريونس و أهلها، بل كرهاً لمدينة بنغــــــــــــــازي و طمساً لها، و عدم تسمية الجامعة باسمها. و لعل الأدهى من ذلك و الأمر، هو أن يكون إسم الجامعة لصيقاً باسم المعسكر ( معسكر قاريونس ) الذي انطلق منه يوم إنقلابه العسكري المشؤوم عام 1969 م . 

و لعل الإسم الذى نرتئيه هو جـــــامعة الملك إدريس ( KIU ) King Idris University و ذلك تيمنـــــــــــــــاً بالملك الصالح الذى حكم ليبيا، حُكماً صالحاً و رشيـــــــداً، لفتــــرة 18 سنة، ناهيـــــــــك عن دوره و أسرتــــــــــه السنوسية الكريمة في الجهاد الليبي، حتى التحرير التام و الإعتراف بليبيا دولة مُستقلة في 24 ديسمبر 1951 م. و فوق كل ذلـــك، فهـــــو الملك الــــــورع الذي جــــــاء بنفســــــه عام 1968 م.، ليضــــــع حجر الأســــــاس للحرم الجامعى الذى نحن به الأن، و الذى قال عنـــــــه أحــــــــــــــــــد الإعلاميين الأمريكييـــــــــــن من محطة abc التلفزيونية، عند زيارته له عام 1975 م، " أننى فى حرم جـــــــــــــــــــامعى لم أشهد له مثيـــــــــل في الجمال" فمن باب الوفاء و الإنصــــــــــــــــاف، و عدم نُكــــــــــران الجميل، أن تُسمى هذه الجامعة باسم جامعة الملك إدريس. فهل نحنُ فاعلون ؟! . 

د. عبدالجليل آدم المنصوري.

No comments:

Post a Comment

Followers

Pageviews